هل تستحق المهرجانات كل هذا الإنفاق؟ سؤال يطرح نفسه في إقليم الخميسات

0

مابريس . نورالدين الشضمي

تعتبر المواسم والمهرجانات التقليدية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاجتماعية لإقليم الخميسات، فهي تعكس عمق الجذور التاريخية وتساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي. ومع ذلك، فإن التكاليف الباهظة التي تتطلبها هذه الاحتفالات تثير العديد من التساؤلات حول مدى جدواها الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل التحديات التنموية التي تواجهها العديد من المناطق بالإقليم.

جذور المشكلة:

يشهد إقليم الخميسات، وخاصة دائرة تيفلت، تنافسًا حادًا بين الجماعات المحلية على تنظيم أكبر عدد من المهرجانات والمواسم. هذا التنافس، وإن كان يدل على حيوية المجتمع المدني، إلا أنه يؤدي إلى إهدار كبير للمال العام. فبدلًا من توجيه هذه الميزانيات نحو مشاريع تنموية ذات أولوية، مثل تحسين البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، ورفع مستوى الخدمات، يتم صرفها على تنظيم فعاليات قد تكون ترفيهية، ولكنها لا تساهم بشكل مباشر في تحسين حياة المواطنين.

التساؤلات المطروحة:

  • كم تبلغ الميزانية السنوية المخصصة للمهرجانات والمواسم في إقليم الخميسات؟ هل تم تحديد سقف معين للإنفاق على هذه الأنشطة؟
  • هل تخضع هذه الميزانيات لتقييم دقيق؟ هل يتم دراسة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لكل مهرجان قبل الموافقة على تمويله؟
  • ما هو دور القطاع الخاص في تمويل هذه المهرجانات؟ هل يتم تشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص لتخفيف العبء المالي على الجماعات؟
  • كيف يتم ضمان الشفافية والمحاسبة في إدارة هذه الميزانيات؟ هل هناك آليات واضحة لمراقبة الإنفاق والتأكد من استخدامه في الغرض المخصص له؟
  • ما هو رأي المواطنين في حجم الإنفاق على المهرجانات؟ هل هناك دراسات حول رضا السكان عن هذه الانفاقات ومدى ارتباطها باحتياجاتهم الحقيقية؟

الآثار السلبية للإسراف في الإنفاق:

  • تهميش الاحتياجات الأساسية: يؤدي الإسراف في الإنفاق على المهرجانات إلى تهميش الاحتياجات الأساسية للمواطنين، مثل توفير المياه الصالحة للشرب، وتحسين شبكات الطرق، وتوفير فرص العمل للشباب.
  • توسيع الفجوة بين المجال الحضري والقروي: يستفيد من هذه المهرجانات بشكل أساسي سكان المناطق الحضرية، بينما تظل المناطق القروية تعاني من نقص في الخدمات الأساسية.
  • تراجع الثقة في المؤسسات: يؤدي الإسراف في الإنفاق على المهرجانات إلى تراجع ثقة المواطنين في المؤسسات المنتخبة، ويشكك في قدرتها على إدارة الأموال العامة بشكل رشيد.

مقترحات للحل:

  • وضع آلية تقييم دقيقة: يجب وضع آلية تقييم دقيقة لمشاريع المهرجانات، تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
  • الشراكة مع القطاع الخاص: تشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص لتمويل وتنظيم المهرجانات، مما يخفف العبء المالي على الجماعات.
  • تحديد أولويات الإنفاق: يجب تحديد أولويات الإنفاق، وتركيز الميزانيات على المشاريع التي تساهم بشكل مباشر في تحسين حياة المواطنين.
  • تعزيز المشاركة المجتمعية: تشجيع المشاركة المجتمعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بتنظيم المهرجانات، وضمان أن تعكس هذه الفعاليات اهتمامات وتطلعات السكان المحليين.
  • تطوير السياحة الثقافية: يمكن الاستفادة من المهرجانات والمواسم لتطوير السياحة الثقافية، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.

إن تنظيم المهرجانات والمواسم التقليدية هو أمر مهم للحفاظ على التراث الثقافي، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة عقلانية ومسؤولة. يجب أن يكون هناك توازن بين الحفاظ على التقاليد وبين تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين. من خلال وضع آليات تقييم دقيقة، وتشجيع الشراكات، وتحديد أولويات الإنفاق، يمكن تحقيق هذا التوازن وضمان أن تستفيد الجماعات المحلية بشكل كامل من هذه الفعاليات.

قد يعجبك ايضا

اترك رد