هكذا ساعدني نومي بجوار طفليَّ على تجاوز هذه الصدمة في حياتي
بعد طلاقي سنة 2014، كان لدى أصدقائي المتزوجين الكثيرُ من الأسئلة. لقد فاجأني هذا في البداية، ولكن بعد ذلك بدا الأمر منطقياً. ما الذي يمكن أن يكون صادماً، ومخيفاً، أكثر من المساحة الفارغة التي كان يشغلها زوجك؟ ومِن السرير الذي يبدو حجمه مضاعفاً لأن نصفه فارغ؟
لم أعتد النوم بمفردي لسنوات عدة، لأني أنام مع طفل وأستيقظ مع الآخر.
واستمرَّ نسق النوم المشترك مع طفليَّ بشكل أو بآخر منذ أن انفصلت ووالدهما، عندما كان ابني يبلغ أربع سنوات، وكانت ابنتي تبلغ سنتين.
لقد بدأ الأمر في البداية عن طريق الصدفة، وكان ضرورياً، فبعد بضعة أسابيع من الانفصال كنتُ مريضة، وما بدأ كعدوى جيوب أنفية انتشر في بقية جسمي، كنت أعاني من حمَّى منخفضة، وكنت أشعر بالغثيان بين فترة وأخرى، وكنت أسعل إلى أن يتضاعف الأمر لقيء. مرت الأسابيع وزرت الطبيب مرات عديدة، لكن لم أتحسَّن.
في الوقت نفسه، كنت متمسكةً بعملي في لوس أنغلوس، كنت استقلّ الطائرة صباح كل إثنين بعد إيصال الطفلين إلى المدرسة، وأعود يوم الخميس.
صارت الأيام أسابيع دون أن تتحسن حالتي. فقدت الوزن، ولم تكن لدي طاقة كبيرة لدرجة أنني توقفت عن ممارسة الرياضة والجري، وهو أمر أفعله كل يوم تقريباً منذ 20 عاماً. كنت مريضة جداً، توقفت عن شرب الخمر، وهو ما كنت أفعله كل ليلة تقريباً على مدى 20 عاماً أيضاً. وهو كل ما كنت أستطيع فعله لاسترخي بعد يوم عمل طويل.
بحلول يوم الجمعة، وبالعودة إلى سان فرانسيسكو، والاجتماع مع طفلَيَّ أكون على وشك انهيار جسدي وعاطفي.
أطبخ النقانق والمعكرونة بالجبن على عجالة من أجل العشاء، وأعدّ الدقائق من أجل الخلود للنوم. في الساعة 7:30 بالضبط، نكون نحن الثلاثة في السرير، مرتدين ملابس النوم، ويكون شعر الطفلين لا يزال مبللاً جراء الاستحمام. لم أكن أستطيع قراءة القصص لطفلَيَّ لأني سأبدأ في السعال من جديد. بدلاً من ذلك أستلقي في الظلام، وأسمع أنفاسهما، واستنشق رائحة الشامبو الذي لم يشطف بشكل كامل، وأشكر الله سراً.
خسرت وظيفتي، وانتهى زواجي. كانت خطط حياتي مدمَّرة بالكامل. لكن كان لديّ طفلان جميلان ومثاليان. أو على الأقل بدا الأمر هكذا عندما كانا نائمين. وبصفتي والدتهما كان عليَّ تحمُّل مسؤولية عويصة وتجربة حب شديد. وأعطاني هذا سبباً للاستمرار.
تحسَّنت حالتي بعد أربعة أشهر. وفي الشهر الخامس أصبحت على ما يرام، لكن عند هذه النقطة، كان لدينا روتين خاص، وكان من الصعب كسره. لم يرد طفلاي العودة إلى أسرَّتهما، ولم أكن أريدهما أن يعودا أيضاً.
لم أعتد وجودهما فقط، بل كنت في حاجة لهما أيضاً، ولعذوبة وجودهما بجانبي مباشرة لأغفو.
عام 2015، اشتريت سريراً بطوابق، كحافز لكسر ما كنت أعرف أنه عادة سيئة. جعلهما هذا يعودان لغرفتهما، لكن النوم المشترك لم ينته، بل تغيَّر نمطه فقط.
كان ابني يجد صعوبةً في النوم وحيداً، كنت أستلقي بجواره وأنتظر، وأنهض عندما أتأكد من أنه نائم، ثم يناديني مرة أخرى. رشح لي صديق تمارين التأمل، لذلك بدأنا بالاستماع إليها على هاتفي. أخبرنا دليل التأمل بصوت لطيف أن العقل يشبه السماء «عندما تأتي الأفكار، فإنها تحجب بشكل مؤقت طبيعة السماء المفتوحة الشاسعة، ثم تمر».
«همس ابني قائلاً: هذا هو الجزء المفضل لدي. أجبت هامسة: أنا أيضاً».
نجحت التأملات بشكل ربما يكون أكثر من اللازم. سقطنا في النوم معاً بالطبع، استيقظت بعد عدة ساعات، كان أنفي بعيداً عن السقف بعدة إنشات، وكان دليل التأملات لا يزال يتحدث عن السماء. لقد كان من الرائع أن أتذكر أنني كنت في السرير العلوي، فوق سرير ابني الذي يبلغ 6 سنوات. نزلت، مشيت وأنا أتخبط، وسقطت في سريري، متعبة جداً، ولا أقوى حتى على القراءة.
كنت أسمع خطى خفيفة على السجادة خارج باب غرفتي بين الساعة الثانية صباحاً والساعة الثالثة، ويظهر خيال ابنتي وهي تحمل بطانية في يدها. تصل بصمت إلى جانب السرير حيث كان ينام والدها. وفي غضون دقائق، ننام على صوت مصِّ أصابعها.
في تلك السنة، ذهبنا لطبيبة الأطفال من أجل القيام بالزيارة السنوية. سألتنا عن نسق النوم الذي نعتمده. أصابني سؤالها بألم في معدتي.
قالت ابنتي في الواقع «أذهب للنوم، لكنني أستيقظ في سرير أمي أو سرير أبي».
التفتت طبيبة الأطفال إليّ ورفعت حاجبها، وقالت «لدينا متسلل هنا»، ثم ناقشنا استراتيجيات تجعلها تبقى في مكانها. كنت أومئ طوال الحديث. قدمت تقريراً مفصلاً لزوجي السابق بعد ذلك، ثرثرث بمرح حول معدلات الطول والوزن والنظر والسمع، التي كانت ضمن الحدود الطبيعية. سأل «هل هناك أي شيء آخر؟».
لا.
وبعد بضعة أشهر، أثار حديثاً حول الموضوع، بينما كنا نجلس جنباً إلى جنب على أحد المقاعد الخشبية التي كانت تحيط ببركة سباحة داخلية، كنت متوترة ونحن نراقب طفلينا عبر الهواء المليء برذاذ الماء، وهما يتعلمان حركات سباحة الفراشة والزحف.
أوضح زوجي السابق أنه كان يستيقظ ويذهب مع ابنتنا إلى سريرها، ثم يجلس معها حتى تعود إلى النوم، وأومأت موافقة.
هل ترغبين في أن تجرّبي الأمر؟ «سيكون أمراً رائعاً لو أمكننا أن نكون جبهة متحدة».
هزَزتُ رأسي.
قال: «أعلم أن النهوض من السرير في منتصف الليل ليس أمراً ممتعاً، لكنها ستتوقف عن المجيء إلى غرفتك، ولن تكوني مضطرة إلى القيام بالأمر بعد ذلك».
أجبتُ: «ليس هذا هو السبب». شعرت باختناق، وكنت على وشك البكاء خوفاً وخجلاً.
نظر إليَّ بطريقة متوقَّعة.
«أنا لا أريدها أن تتوقف عن القدوم، لست مستعدة للتخلي عن هذا».
استأنف مشاهدة درس السباحة.
ما قلته لنفسي على مرِّ السنين هو أن النوم بجانب طفليَّ كان مهماً لهما؛ لأنهما كانا لا يزالان ضعيفين بعد صدمة الطلاق. نعم، لقد أصبحا مستقلَّيْن أكثر، ويتحدثان باستخدام جمل كاملة وحتى فقرات طويلة وسلسة، لكنهما ما زالا يحتاجانني لتقطيع طعامهما، ما زالا يمدان يديهما للوصول إلى يدي.
ما قلته لنفسي لم يكن صحيحاً بالرغم من ذلك، لكن الأمر كان مهماً بالنسبة لي أنا كأم، بعد صدمة الطلاق. كان الشعور الجسدي بوجود طفليَّ عندما كنت ضعيفة وهشة شافياً، بطريقة لم يكن أي شيء آخر قادراً عليها. هؤلاء الذين جربوا مشاركة النوم مع أطفالهم يعرفون ما أتحدث عنه بالضبط.
– هذه المدونة مترجمة عن موقع جريدة New york times الأميركية.
المقالة هكذا ساعدني نومي بجوار طفليَّ على تجاوز هذه الصدمة في حياتي ظهرت أولا في عربي بوست — ArabicPost.net.