“ميدل إيست آي”: الفظاعات والمذابح ضد مسلمي الروهينغا لا تعني شيئا للغرب
قال الصحفي والكاتب البريطاني المعروف بيتر أوبرون إن العجز البريطاني في مواجهة مذابح الروهينغيا يثبت ثانية أن الفظاعات التي ترتكب بحق المسلمين المستضعفين لا تعني الكثير، أو لا يؤبه لها في دواوين الغرب.
واتهم أوبرون في مقال له في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الغرب بازدواجية المعايير، مذكرا بموقف الغرب من المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا عام 2016، حين وصفت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة في “رسالة عاجلة وجهتها إلى المواطنين الأمريكيين المحاولة العسكرية للاستيلاء على السلطة بالانتفاضة”.
وحين قامت “”بي بي سي” عربي و”سكاي نيوز” عربي وقناة “العربية” وقناة “آي تي إن” البريطانية، ومختلف الشبكات الأمريكية جميعها ببث تحليلات وتعليقات تفيد بأن أردوغان قد انتهى”.
كما ذكر أوبرون بموقف الغرب من الانقلاب العسكري بمصر، وقال إن “الولايات المتحدة لم تخف أنها في واقع الأمر كانت تدعم الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس منتخب بحرية في البلاد، محمد مرسي، في 2013. فخلال بضعة أيام أصدر كيري موافقة لا لبس فيها على تدخل الجيش، بما في ذلك جزمه بأن الجيش المصري كان “يستعيد الديمقراطية”. ولذلك رفضت واشنطن وصف استيلاء العسكر على السلطة بالانقلاب.
ويذهب أوبرون إلى أن “انتقائية الغرب في التعبير عن سخطه إزاء قضايا حقوق الإنسان لم تزل سمة دائمة من سمات تصريحات السياسة الخارجية البريطانية والأمريكية منذ الانقلاب الإيراني في عام “1953. مؤكدا أنه “من السهل أن يكون المرء متشككاً، ولكن تفشي النفاق الأخيرة في ميانمار يوجه رسالة أكثر سوداوية، ومفادها أن الغرب لا يبالي إطلاقاً بجريمة الإبادة العرقية”.
يقول الكاتب البريطاني إنه عندما كان بوريس جونسون وزيراً للخارجية، لم يخطر بباله أن يتصل بسفير ميانمار ليشتكي من الفظاعات والمذابح ضد الروهينغيا المسلمين. بل بدلاً من ذلك وفر ذراعاً واقياً لحكومة أونغ سان سوو كيي بينما كانت المذابح مستمرة.
ويكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية التي يرأسها جونسون، ندد بالهجمات التي يشنها مسلحو الروهينغيا على قوات الأمن البورمية، دون أن يذكر ولو بكلمة واحدة الاغتصاب والقتل والحرق وقطع الرؤوس الذي كان يرتكب بشكل منتظم بمباركة من الدولة، ليصل إلى أن خطاب فيلد مثّل واحدة من “أكثر اللحظات سوداوية في التاريخ المعاصر للسياسة الخارجية البريطانية. وزاد من شناعة ذلك أن بريطانيا كانت “حامل القلم” حول ميانمار داخل مجلس الأمن الدولي”.
بل وذهبت الحكومة البريطانية أبعد من ذلك حين رفضت الانضمام إلى القضية التي رفعتها غامبيا ضد ميانمار لانتهاكها معاهدة تحريم الإبادة العرقية، وذلك رداً على معاملة ميانمار للروهينغيا. واصفا ذلك بـ”العار”.