معاناة الباعة المتجولين بسيدي البرنوصي
مابريس / الدار البيضاء / سفيان العلمي
بعد شن السلطات المحلية لعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي على مستوى مسجد طارق “شارع شوفوني”حملات من أجل تحرير بعض الأزقة،الفراشة يتضامنون ويخرجون للأسبوع الثالث في وقفات احتجاجية،هذه الحملة أثارت الكثير من الجدل في صفوف هؤلاء الباعة الذين عبروا عن استيائهم من الحملة الجديدة للسلطات المحلية التي ترمي إلى استئصال هذه الظاهرة،وليست هذه المرة الأولى التي تشن فيها حملة ضد الباعة المتجولين، إذ سبق أن قامت بحملات سابقة ولكن دون جدوى، ويرجع هذا الأمر حسب متتبعين للشأن المحلي في المنطقة إلى أن الطريقة التي تحاول بها السلطات وضع حد لظاهرة الباعة المتجولين تفتقد النجاعة .
وأشار مصدر من عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي أن خطوة السلطات تأتي بعدما رفض الباعة الجائلين بالزنقة 28 الانسحاب من جزء من الشارع،الشيء الذي اشتعل معه غضب الباعة،أمام عزم السلطات على تحرير الملك العام وإعادة الأمور لنصابها بعدما أضحت عدد من الشوارع تحت “سيطرة الباعة”, ومعلوم أن عمالة البرنوصي أعدت فضاءات تجارية للقرب يستفيد منها المواطن والباعة المتجولين على السواء،إلا أن جهات معينة تستفيد من ريع الفراشة تحاول إفشاله حسب نفس المصدر.
وقد شارك في الاحتجاجات التي يخوضها الباعة أو ما يصطلح عليهم بالفراشة كل عشية بشارع أبي ذر الغفاري”شارع شوفوني” قرب مسجد طارق، نشطاء عشرينيون برفقة أعضاء في فرع البرنوصي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والشبكة الجهوية للتضامن وحقوق الإنسان وحزب النهج الديمقراطي،حيث تصدح حناجرهم بشعارات تحكي عن الواقع الأليم الذي يعيشونه في غياب بدائل حقيقية، كما أكدوا عزمهم على التصعيد في القادم من الأيام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة وإطلاق سراح أربعة من زملائهم الذين يوجدون بسجن عكاشة ضمنهم فتاة بتهم اهانة موظف عمومي أثناء القيام بعمله والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض ضد مفتشين من الشرطة،حيث رفعوا لافتة مضمونها الحق في الشغل،كما أكد احد الباعة على شعار “الفراشة أو عكاشة”.
وشدد المحتجون على ضرورة الاستجابة لمطالبهم، منددين بالمشروع الوطني لإعادة تأهيل وهيكلة الباعة المتجولين الذي قدمته سلطات عمالة مقاطعات البرنوصي كحل لهذه الأزمة، والذي اعتبره هؤلاء حلا ترقيعيا تغيب عنه أدنى شروط السلامة وتمركزه تحت خيام معرضة لجميع المخاطر. وخلال هذا الاحتجاج، طالبت الجمعيات وتمثيليات الباعة المتجولين بفتح حوار مع الجهات المعنية للوصول إلى حل يرضي الطرفين.
هذا وطالب سكان حي طارق بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية، للحد من انتشار الباعة المتجولين الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم، مؤكدين على أن أصحاب الفراشة أصبحوا يساهمون في رسم صورة سوداوية عن حي البرنوصي.
ولم يقتصر المشتكون الذين وجهوا شكايات في الموضوع لعامل عمالة مقاطعات البرنوصي، حيث أكدوا أن الباعة المتجولين “الفراشة” يخنقون الأزقة القريبة من الشارع الرئيسي بالبرنوصي، حتى أن سيارات الإسعاف ومعدات الإنقاد وإخماد الحرائق في حال وقوعها الخاصة برجال الوقاية المدنية ونقل الأموات لا يمكنها المرور.
وتبقى عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بين نارين،نار الساكنة التي تطالب بتحرير الملك العمومي ونار الباعة الذين يطالبون بتسوية وضعيتهم.