محور برلين-باريس
كتبت المحللة السياسية يفغينيا بيمينوفا مقالا في صحيفة "إيزفيستيا" تسأل فيه بم ستواجه أوروبا الولايات المتحدة.
كتبت بيمينوفا:
يجب إنقاذ أوروبا. إنقاذها من الرئيس الأمريكي، الذي يصعب التكهن بمبادراته الهدامة، التي تظهر يوما بعد آخر، والتي تهدد بتقويض استقرار أوروبا. هذا ما تفكر به نخبة العولمة في أوروبا. ويبدو أن برلين وباريس أخذتا على عاتقهما هذه المسؤولية المهمة.
ويذكر أنه إلى فترة قريبة كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد نشطت وحدها في هذا المجال. بيد أن حليفا لها في هذه المهمة ظهر بعد الانتخابات الفرنسية بشخص الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون، الذي كانت أول زيارة خارجية له إلى برلين.
وقد لوحظ مثل هذا التقارب بين ألمانيا وفرنسا في أواسط سبعينيات القرن الماضي في عهد هيلموت شميت وفاليري جيسكار ديستان، وكذلك في عهد هيلموت كول وفرانسوا ميتران أيضا. ويبدو أن هذا التقارب سيحدث في عهد ماكرون وميركل. وهذا ما توقعه الخبراء خلال حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية. حيث يمكننا أن نتذكر تصريح مارين لوبان: "في جميع الأحوال ستفوز امرأة بالانتخابات الفرنسية، أنا أو السيدة ميركل".
لقد أعلن ماكرون وميركل في العاصمة الألمانية أن "قاعدة أوروبا الجديدة" ستقام، واتفقا على "خريطة طريق" لإصلاح الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر عقد اجتماع خاص للحكومتين في شهر يوليو/تموز المقبل يكرس لتحديد هذه الإصلاحات. وقد أضاف ماكرون حينها ألا "محرمات" لديه في مسألة إصلاحات الاتحاد.
ووجه الزعيمان انتقادات إلى قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، معربين عن اتفاقهما على معارضة زيادة النفقات العسكرية إلى اثنين في المئة من الناتج الإجمالي المحلي، كما يصر ترامب.
وفي هذه الحالة ما الذي سيقترحانه لتحديث أوروبا؟
إذا تحدثنا عن اتفاقية باريس للمناخ من دون واشنطن، فإن الاتحاد الأوروبي كما يبدو سيضطر إلى تعويض حصة واشنطن من صندوقه الاحتياطي، وهذا سوف يثير معارضه زعماء أوروبا.
وبما أننا نتحدث عن "أوروبا من دون الولايات المتحدة" فإن الخطوة الأخرى منطقيا يجب أن تكون إنشاء بديل للناتو تتزعمه دول أوروبا الرائدة، وليس واشنطن.
ولكن ما مدى واقعية أمن أوروبا من دون الناتو؟
من المعلوم ماذا نجم عن محاولات إنشاء قوات أوروبية مسلحة موحدة. لا شيء. وإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تملك أقوى جيش في أوروبا لن يضيف ديناميكية إلى هذه المسألة.
لقد قال هاستينغز ليونيل إيسماي، أول أمين عام للناتو، عن الحلف إن "الناتو أنشئ لتكون روسيا خارجه، وأمريكا في داخله، وألمانيا في أسفله". أي أن مجمل النظام الأمني لأوروبا بعد الحرب مبني على هذا الأساس، وليس هناك ما يشير إلى تبديله حاليا، وخير مثال على ذلك مرابطة قوة أمريكية كبيرة في ألمانيا حتى الآن.
لذلك، فإن ترامب يريد إجبار حلفائه على دفع قيمة الفواتير، ليقينه بعدم وجود بديل واقعي لدى أوروبا.
ترجمة واعداد كامل توما