محطة البيضاء- الميناء مشروع ضخم ينضاف إلى سجل الإنجازات الحديثة بالمملكة

0
مابريس / الرباط
أشرف جلالة الملك محمد السادس، اليوم الخميس بالدار البيضاء، على تدشين المحطة السككية الجديدة للدار البيضاء- الميناء، التي تعد بحق إنجازا متميزا ينضاف إلى سجل الإنجازات الحديثة للشبكة السككية الوطنية

وتندرج هذه المحطة، الأولى من نوعها بالمغرب من حيث تصورها والتجهيزات التي تشتمل عليها، في إطار صيرورة الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، حفظه الله،عبر مختلف ربوع التراب الوطني. كما تعكس الحرص الموصول لجلالته على مواكبة مسلسل إعادة الهيكلة والتنمية الحضرية لمدن المملكة وتعزيز حركة النقل في ما بينها.

وتنسجم المحطة الجديدة (400 مليون درهم)، التي توجد في قلب مدينة تعيش على إيقاع تحول جذري، تمام الانسجام، مع برنامج يهم إعادة تنظيم مدينة الدار البيضاء وتهيئة المجال الحضري المحيط بالمحطة، وذلك وسط المحاور الرئيسية للعاصمة الاقتصادية وبمحاذاة ميناء المدينة و الميناء الترفيهي ومسجد الحسن الثاني.

فبعد المركبات السككية التي شيدت بكل من مراكش وفاس وطنجة، والتي أحدثت لتكون فضاءات حيوية متعددة الخدمات والوظائف، جاء دور محطة الدار البيضاء- الميناء للانتقال إلى مستوى أعلى من حيث كبر حجمها في إطار تصور يرقى بالمحطة إلى فضاء مشترك يؤمه الزبناء والعموم على حد سواء.

رباح: محطة البيضاء- الميناء من المشاريع الكبرى في مجال النقل السككي

أكد وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عزيز رباح أن المحطة السككية الجديدة للدار البيضاء-الميناء، التي دشنها جلالة الملك محمد السادس اليوم الخميس واحدة من المشاريع الكبرى في مجال النقل السككي بالمملكة.

وقال رباح، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن هذه المحطة الجديدة ستضطلع بأدوار مهمة سواء على مستوى التنمية الحضرية لمدينة الدار البيضاء، أو نموها الاقتصادي.

وأبرز الوزير دور المحطة الجديدة في تقديم خدمات نقل سككي توفر كل شروط الراحة والسلامة والاستقبال الجيد للمسافرين، ومواكبة التطور الاقتصادي والحضري الذي تشهده العاصمة المالية والاقتصادية للمملكة.

وأشار السيد رباح إلى أن إحداث هذه المحطة يندرج في إطار السعي إلى الانتقال من اعتبار المحطات السككية مجرد بنيات للعبور والنقل، إلى جعلها فضاء يوفر العديد من الخدمات المتنوعة من خلال احتضان الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وكذا خدمة البعد الجمالي للمدن.

وذكر في هذا الإطار بأن المكتب الوطني للسكك الحديدية يتوفر على عقارات كثيرة تقدر مساحتها بعشرات الهكتارات، مبرزا الحرص الراسخ على تثمين هذه العقارات وتوظيفها خدمة للتنمية الحضرية والاقتصادية لمدن المملكة.

وخلص رباح إلى أن المحطة السككية الجديدة للدار البيضاء-الميناء تشكل نموذجا سيتم تعميمه على كافة مدن المملكة، في إطار استثمارات بقيمة 13 مليار درهم، مخصصة لتجويد شبكة النقل السككي، علاوة على مشروع القطار فائق السرعة الذي يتطلب ما يفوق 20 مليار درهم.

لخليع: المحطة هي بمثابة قطب للتبادل والحركية

أكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية السيد محمد ربيع الخليع أن المحطة السككية الجديدة للدار البيضاء-الميناء، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس، تعد بمثابة “قطب للتبادل والحركية” مع باقي أنماط النقل بالمدينة.

وأبرز الخليع ، في تصريح للصحافة بالمناسبة، مدى التكامل الذي ستحدثه هذه المحطة مع وسائل النقل الأخرى، سواء منها السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة، وذلك بفضل توفرها على مرآب لاستقبال حوالي 500 سيارة، وموقع للإيداع السريع (سيارات خاصة وسيارات الأجرة)، علاوة على قربها من محطة (الطرامواي) التي يمكن الوصول إليها في مدة خمس دقائق سيرا على الأقدام.

وأضاف أن هذه المحطة المخصصة حاليا للربط بين مدن الدار البيضاء والرباط والقنيطرة، ستتحول، تدريجيا، إلى محطة لانطلاق قطارات مكوكية أخرى إلى محطات مطار محمد الخامس، والجديدة وبرشيد- سطات، وهو ما سيمكن من رفع عدد المسافرين عبرها سنويا من 5ر7 مليون إلى ما يفوق 10 ملايين مسافر.

وبعد أن ذكر بالوقع المهم لهذه المحطة على المستوى الاقتصادي، أشار السيد الخليع إلى أنها مكنت ،خلال فترة بنائها ، من إحداث 400 ألف يوم عمل، وستمكن خلال فترة الاستغلال من خلق ما يناهز 400 عمل قار بفضل المركز متعدد الخدمات الذي تضمه، علاوة على فرص العمل المتوفرة بالنسبة للسككيين.

كما أبرز السيد الخليع الجانب المعماري لهذه المحطة، الذي أشرفت عليه شركات مغربية، مؤكدا أن تصميم المحطة “يعكس شخصية الدار البيضاء كمدينة ذات أصالة متجذرة في التاريخ ومنفتحة على العصر”.

المحطة تعد مركزا ثلاثي الأقطاب ومتعدد الخدمات

وتشكل هذه البنية السككية الجديدة، التي كان جلالة الملك قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازها في ماي 2008 ، والمنجزة من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية، مركزا ثلاثي الأقطاب ومتعدد الخدمات من شأنه تقديم خدمات مندمجة لرواده (فضاءات تجارية وترفيهية)، والمساهمة في تطوير قطب حقيقي للمبادلات وتحقيق التكامل بين مختلف أنماط النقل، وتعزيز العرض التجاري، سعيا إلى مواكبة الحركية اليومية الهامة للمسافرين (خاصة بين مقرات العمل- السكن).

وقد صممت محطة الدار البيضاء- الميناء، التي تمتد على مساحة مغطاة تناهز 33 ألف و500 متر مربع، لاستقبال أزيد من 20 مليون مسافر في السنة مع قرابة 5000 مسافر في الساعة خلال أوقات الذروة. وتشتمل المحطة على ثلاثة فضاءات ذات وظائف متكاملة هي: بناية للمسافرين، ومرآب تحت أرضي، وعمارة خاصة بمصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية توجد بالموازاة مع الأرصفة.

وبذلك تكون المحطة منشأة ضخمة تزاوج بين الحداثة والنمط المعماري التقليدي، إلى جانب توفرها على تجهيزات ومعدات تستجيب للمعايير الدولية المعتمدة في مجال الأمن والسلامة وجودة الخدمات.

ومن أجل الشروع في استغلال المحطة الجديدة، تمت إعادة تهيئة التجهيزات السككية الموجودة سلفا بغرض ملاءمتها مع متطلبات الاستغلال الناجع الذي يتماشى مع تطور حركة النقل، وذلك بغلاف مالي قدره 100 مليون درهم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد