محاربة التصحر بالجهة الشرقية مشاريع العنصر البشري في الجهة الشرقية

0

مابريس / و م ع

تعمل إدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر، على مستوى الجهة الشرقية، على ترجمة استراتيجية محاربة التصحر، من خلال مشاريع مندمجة، تعتمد على مقاربة تشاركية ومجالية، تجعل من العنصر البشري والساكنة المحلية عاملا أساسيا للمحافظة على المجال الغابوي وتنميته.

ومن بين هذه المشاريع، التي قدمتها المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالجهة الشرقية، خلال الزيارة التي نظمتها لفائدة وسائل الاعلام الوطنية والمحلية، على هامش اليوم العالمي للتصحر (16 يونيو)، لعدد من المواقع المحمية والرعوية بإقليم جرادة، عملية تشجير محيط “قلب النعام” بغابة بني يعلا بصنف شجر الصنوبر الحلبي، والمركز الإعلامي للموقع المحمي الشخار، ومحطة الرصد الجوي، وموقعي “خوي لمجاج” لإنتاج البذور وتحسين المناطق الرعوية الغابوية بالنجود العليا.

وتهدف استراتيجية محاربة التصحر، بالأساس، إلى تثمين الموارد الغابوية، عن طريق التشجير والتخليف وتحسين المراعي، وحماية التنوع البيولوجي على مستوى 154 موقع ذو أهمية بيولوجية وإيكولوجية بالمغرب، وما يزيد عن 10 منتزهات وطنية، والمحافظة على التربة وتنظيم دورة المياه ومحاربة التصحر، إلى جانب تهيئة مجالات استقبال الساكنة بالقرب من التجمعات الحضرية. ومن أجل تقليص الضغط على الموارد الغابوية، وضمان استغلالها بشكل عقلاني ومستدام، تنهج إدارة المياه والغابات خلال العشرية الأخيرة سياسة جديدة تروم التنمية السوسيو- اقتصادية للساكنة المحلية بالمناطق المجاورة للمنظومات الغابوية، عبر خلق أنشطة مدرة للدخل في إطار تعاونيات غابوية تستفيد من منح المقاصة لمنع الرعي، وكذا إحداث بنيات تحتية من مسالك غابوية ونقط الماء واستغلال الموارد الطبيعية كنبتة أزير والحلفاء.

ويتجلى الهدف من هذه التنمية السوسيو- اقتصادية في فك ارتباط المعيش اليومي للساكنة المحلية بالموارد الغابوية، مما يساهم في ضمان انخراط هذه الساكنة في المشاريع الرامية إلى تنمية المجال الغابوي ومساهمتها في نجاحها وحمايتها. وأبرز المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجرادة، السيد رشيد العنزي بالمناسبة، النتائج الإيجابية التي حققها محيط “قلب النعام”، الذي عرف عملية التشجير سنة 2006 ، بصنف الصنوبر الحلبي على مساحة 100 هكتار، خاصة في خلق دينامية وإحياء المنظومة البيئية بصفة عامة إلى جانب أدواره في حماية التربة من التصحر، وخلق فضاء ترفيهي على مستوى الطريق الوطنية الرابطة بين وجدة وبوعرفة.

واعتبر أن الساكنة المحلية، من ذوي الحقوق، المجاورين لهذه المجالات الغابوية والمحيطات التي يتم تشجيرها أو تخليفها، تستفيد في إطار جمعيات أو تعاونيات من منح المقاصة التي تصل إلى 250 درهم للهكتار الواحد على مساحة إجمالية يجب أن تتجاوز 300 هكتار مقابل منعها مؤقتا من الرعي، مشيرا إلى أنه على مستوى إقليم جرادة، توجد جمعيتان تستفيدان في هذا المجال، الأولى من عملية التخليف والتشجير وتحسين المراعي بالنجود العليا، والثانية من منحتي الرعي والمقاصة في المجالات الغابوية.

وأضاف أنه لمحاربة ظاهرة التصحر، تم في إطار شراكة بين إدارة المياه والغابات وإحدى التعاونيات تهتم بالمجال الرعوي، إنجاز مشاريع تحسين المراعي بغية توفير الاحتياطي من الكلأ للماشية وتقليص الضغط على المجال الرعوي، وكذا إعادة إحياء المنظومة البيئية الهشة بالمنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى تهيئة 600 هكتار من الأراضي، عن طريق شق القشرة الكلسية للصخور للمساعدة على تسرب المياه عوض انسيابها، وبالتالي خلق الظروف المناخية الملائمة لنمو النباتات الطبيعية وغير الطبيعية كالحلفاء والشيح.

قد يعجبك ايضا

اترك رد