مجلة الإمارات الثقافية تحتفي في عددها الثلاثين ب”الشعر المغربي الجديد”

0

مابريس / الرباط

حتفت مجلة الإمارات الثقافية، في عددها الثلاثين (فبراير الجاري)، بـ(الشعر المغربي الجديد) في ملف شامل ومتنوع قدمه وأعده الشاعر والناقد عبد اللطيف الوراري تحت عنوان: “الشعر المغربي الجديد: حساسيات صاعدة ورهان على الاختلاف”.

وجاء في تقديم المجلة، وهي شهرية تعنى بشؤون الثقافة والفكر تصدر عن مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، “لقد أبان عدد غير يسير من شعراء التجربة الموهوبين، من خلال اجتهاداتهم واقتراحاتهم النصية، عن وعيهم باشتراطات الحساسية الجديدة، فانحازوا إلى شعريتها المختلفة التي تقوم على تنوّع الرؤى وتمايزها، بنسب محددة، عما سبقها، وتكشف عن تحول في الحس الجمالي، وفي مفهوم الذات والنظر إلى العالم، وفي تقنيات التعبير الفني للقصيدة خاصة، وللكتابة عامة”.

وضم الملف مقالات نقدية لكل من الناقد والأكاديمي رشيد يحياوي والشاعرين والناقدين صلاح بوسريف ومحمد بودويك؛ فطرح يحياوي ملاحظات لفهم التجربة الشعرية الجديدة، ورأى أن “مما يزيد في استشكال حصر خطوطها الكبرى منزعها التجريبي المتمثل في بحث شعرائها عن تجاوز ذواتهم شعريا بالتنويع المتتالي في أساليب وطرق الصياغة الشعرية وبناء النص”. وركز بوسريف على “خَلل” البِدايات من التراكم إلى الصيرورة، قائلا إن “هناك تجارب تشي بمستقبل شعري جمالي، قد يصير إضافَة، إذا ما بقيت هذه التجارب واعية بـخلل البدايات، وبالحاجة لتشغيل كل الدَوال الشعرية واستنفاذها، أو العمل على تنويعها، وفتح الشِعر على الكتابة”. وقدم بودويك مدخلا إلى قراءة الشعر المغربي الجديد، ومن خلاله كشف عن محتوى المتن الشعري الجديد بالجمع والإفراد الذي يبين عن أوجاع الذات، وانسحاقها في رحى الخييات والخسارات، ثم عن مقوم الإدهاش، إذ الإدهاش سمة هذه التجربة الشعرية برمتها. وأما الشهادات فقد قدمها شعراء ونقاد وباحثون من مختلف الأجيال والحساسيات والرؤى، وهم عبد الكريم الطبال، وبنعيسى بوحمالة، وإدريس الملياني، ومبارك وساط، ومحمد بوجبيري، ومحمد ميلود غرافي، وعمر العسري، ومحمد أحمد بنيس، ومحمد الديهاجي ومصطفى ملح. فتحت عنوان “الطريق المضاء”، كتب الشاعر عبد الكريم الطبال “أن هذه الجمهرة من الشعراء الشباب في قلب الطائر المرفرف دائماً، وبينهم المهرة في الغناء، وبينهم الذين يتعلمون المبادئ الأولية، وبينهم من ليس من أولئك ولا من هؤلاء. والقضية فيما أرى ليست في اختلاف قصيدة النثر عن قصيدة التفعيلة أو عن القصيدة العمودية، فننسب الحداثة إلى هذه ونسحبها عن تلك، بل إن القضية أساساً في جوهر الشعر الذي هو كامن في اللغة، ومن قبل ذلك كامن في الرؤيا. هنا الاختلاف بين الشعر وسواه، بين الحداثة والقدامة.” وأشار الطبال إلى “أن هذا الحراك الشعري الجديد تتقدمه أسماء مشعة لا يخفى ضوؤها حتى عن الأعشى. وعلى هؤلاء الأمل في العزف الرحب الرخيم العميق الذي يعلو على كل نشاز”.

ونعت الناقد والأكاديمي بنعيسى بوحمالة النشاطية الشعرية المغربية، التي انطلقت منذ بواكير تسعينيات القرن الماضي، بالحساسية الشعرية الجديدة، إذ أن الأمر يتصل، في نظره، بجيل رابع في سيرورة القصيدة المغربية المعاصرة”. وأضاف بوحمالة “ما كان لشعراء هذه الحساسية أن يوجدوا بين ظهرانينا لو لم يكونوا مسبوقين بأسلاف وآباء شعريين عملوا، على مدى عقود، كل وأسئلته وآفاقه، على استنبات القصيدة المغربية المعاصرة في فضاء ثقافي معاند، على إخضاعها للتجريب والإنضاج”.

وبدا للشاعر محمد بوجبيري أن هناك ملامح خيال بدأ يتشكل من خلال صور بديعة تكسر المألوف البلاغي، ومن خلال لغة تنحو إلى المزيد من التكسير المبهج للعلاقة بين الدال والمدلول. وقال “دخلوا إلى حقل اللغة وعربدوا فيه بشكل جنوني، وجميل. ذهبوا إلى أقصى ينابيعهم الروحية، وقالوا بلغة نبيهة لا تخلو من مكر المعني ما ينبغي قوله بلا مواربة ، وبشعرية جذابة عارية ــ في كثير من الأحيان ــ من أي مكياج بلاغي. هكذا كما لو أنهم يريدون لسهامهم أن تنفذ ــ إلى مكمن الفهم ــ بسرعة فائقة.” وأكد الشاعر مصطفى ملح “أننا أمام اقتراحات جمالية فردية تكاد تكون معزولة عن ضمير الجماعة، وهي لتجربة شعرية جديدة في رؤاها وجماليات التشكيل اللغوي والبياني”، مضيفا “أنا واحد من أولئك الشعراء (الجدد)، لا أرى أن مركباً واحدا يلمنا ونحن نعبر بحر الكتابة إلى الضفة الأخرى من الوعي. لا أرى ائتلافاً يطبع أجسادنا ولا توافقاً يصف ما تكتبه أصابعنا على يتم الورقة.” يشار إلى أن العدد تضمن نصوصا شعرية تحمل عناوين “ما يشبه الاعتراف” لسكينة حبيب الله، و”عقـارب الـماء” لمحمد العناز، و”شذرات” لإيمان الخطابي، و”ملهاة” لرشيد الخديري، و”غيم” لنسيمة الراوي، و”الحوذي” لجواد وحمو، و”موطن الفراشات السوداء” لليلى بارع، و”أثر في أعالي الروح” لصباح الدبي.

قد يعجبك ايضا

اترك رد