جاء الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء قبل أسابيع، كمؤشر على تحولات محورية في قضية الصحراء، يمكن أن يكون لها ما بعدها .
هذا الاعتراف الذي سبقه افتتاح اكثر من 20 قنصلية بالصحراء ، كشف عن تحول بيًن في الاستراتيجية الدبلوماسية المغربية ، فما السر في هذه الثورة الدبلوماسية الأخيرة؟
خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة، يرى أن هناك تحول في مستوى التصورات الاستراتيجية لتمثيل المغرب في موقع اكثر تقدما على المستوى الدولي.
ويقول في حديث للأيام24 ، إن هذا التحول قائم على وجهة نظر سياسية بالاساس، مبنية على قراءة المشهد الدولي على مستوى التجمعات الاقتصادية والمستوى الثنائي وحاجيات تنمية هاته العلاقات القائمة على البعد النفعي المتبادل .
ليضيف أن ’’هناك تحول في مستوى التصورات النظرية ، وهناك شجاعة في 2017 للعودة للاتحاد الأفريقي ، ممزوجة بتمثين العلاقات التنائية مع دول في القارة الأفريقية، توجت بالعودة إلى حاضنة الاتحاد الأفريقي وخطاب للملك محمد السادس من مقر الاتحاد .
وعلى مستوى الرؤية ، ينعتبر الشيات أنها ’’اصبحت اكثر هجومية ، واكثر ثقة في النفس ، وفي المقدرات المغربية، وهو امر يعطينا تصورا حول النتائج لتي افرزتها على مستوى العالم، وكذلك الحال في الاتحاد الاوربي على مستوى اتفاقية الصيد والاتفاقية الفلاحية ، وهو أمر لايخفي النجاح المسترسل على مستوى الامم المتحدة التي لديها الية مختلفة لتدبير الملف وكذلك مجلس الامن.
وأبرز المتحدث ذاته ان التراكم حدث على مدى سنوات لكن اصبح اكثر وضوحا في الخمس سنوات الاخيرة ، ومجلس الأمن الدولي ازاح مفهوم تقرير المصير المبني على الية الاستفتاء الغير قابلة للتطبيق، لافتا ان خصوم المغرب بنوا وجود القضية على مسألة تقرير المصير على اعتبار انها وضعت في 1963 ابان الاستعمار الاسباني.
وتابع في هذا السياق ان ’’نسق الحل السياسي المتوافق حوله القابل للتطبيق والذي قدمه المغرب يلغي مسألة تقرير المصير .
وشدد الخبير في العلاقات الدولية أن اهتمام المؤسسة الملكية بالملف اضاف زخما لهذه ’’الثورة الدبلوماسية’’.
وعن الاعتراف الأمريكي بقضية الصحراء قال الشيات إنه ’’لايمكن ربطه بالمستجدات الأخيرة بل بزخم متراكم ، منذ سنوات، مبرزا أن النجاح الدبلوماسي على مستوى الامم المتحدة جعل المغرب يخترق على المستوى الثنائي ، والدول متحررة في أن تقول اكثر من هذا والمغرب رفع سقف المطالب ، لأنه هو من قدم حلا للقضية متمثلا في الحكم الذاتي’’.
وهو حل واقعي-وفق الشيات- استاجبت له العديد من الدول التي فتحت قنصليات لها في الصحراء المغربية.
الآيام