مابريس – مراكش – نورالدين الشضمي
الفتاة رجاء بنت الملاح المراكشية القادمة من عالم الفقر المدقع إلى عالم الأضواء والسينما ، إثر مشاركتها في فيلم فرنسي، رفقة الممثل الشهير باسكال ، وتتويجها غيابيا ، بجائزة أحسن ممثلة
في مهرجان مراكش الدولي خلال دورته الثالثة ، كما حالفها الحظ في مهرجان البندقية ، قبل أن يتبخر وهم المجد سريعا وتعود إلى وضعها المؤلم في ظلام الهامش، أو ظلام ” الملاح” بمدينة البهجة تحت سقف مهتري لبيت يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم .
وتواصل الصراع من أجل البقاء في رحاب مدينة البهجة تارة تجوب ساحة جامع الفنا لتبيع سجائر بالتقسيط، لضمان لقمة عيش، وتارة أخرى تخوض مباريات الملاكمة مستعطفة جمهور حلقات جامع لفنا ،لتشتد وطأة الظروف عليها ، بعدما انقطعت أواصرها مع أسرتها الغاضبة من دور سينمائي اعتبرته ” لا أخلاقيا”، وبدل أن تنتشلها من وسط البؤس والحاجة، تركتها تواجه مصيرها بمفردها .
القليل من تعرف عليها على البساط الأحمر في مهرجان مراكش الدولي للفيلم, شابة عاشت لحظات مجد ، قصيرة ، لتعود إلى أحضان الفقر والبؤس من جديد ، تلك هي حياة رجاء بنت الملاح التي ، قدم من خلالها الجوهري فيلمه الوثائقي في 70 دقيقة بمهرجانات أخرى واقع معظم الفنانين المغاربة ، مهما حاول البعض إثبات العكس ، في ظل غياب ضمانات حقيقية لتأمين لقمة العيش من خلال الاشتغال في السينما أو عالم الأوهام بعبارة أصح