مابريس / هند جديرة
تفاجأ الباحثون بمراكز البحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بفضيحة علمية تتمثّل في إقدام عمادة المعهد على نشر كتاب يتناول جزئية دقيقة من نحو اللغة العربية (النَّكرة)، في تحدّ سافرٍ للمجالس العلمية بمراكز البحث، و”للجنة العلمية” بالمؤسسة. ولخطورة هذه الفضيحة وتنافيها مع المهام والوظائف الموكولة بالمعهد، فإن جمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تُدلي للرأي العام بالتوضيحات الآتية:
إن الكتاب الذي أصدرته العمادة، والموسوم ب:”كتاب الكلمات العشرينية ومسوغات الابتداء بالنكرة”؛ يتناول قواعد اللغة العربية. وهو في الأصل مخطوط في النحو العربي كتبه أحد فقهاء سوس، ولا علاقة له بصريح الظهير المُحدث والمنظم للمعهد، الذي ينص في مادته الثالثة على وظيفة «القيام ببحوث ودراسات في الثقافة الأمازيغية وجعلها في متناول أكبر عدد من الأشخاص وتشجيع الباحثين والخبراء في المجالات المرتبطة بها»؛
إن نشر الكتاب قرارٌ اتّخذته عمادة المعهد وليس مراكز البحث، بل إن مركز البحث الذي عُرض عليه مشروع هذا الكتاب من أجل إبداء الرأي أوصى بعدم نشره، لأنه لا يدخل ضمن اختصاصات المؤسسة، وهو ما يطرح أسئلة جوهرية حول إصرار العمادة على نشره ؛
إن المجهودات والميزانية التي رصدتها العمادة لنشر كتاب حول جزئية نحوية دقيقة تتعلق بالنكرة في اللغة العربية، يدل على افتقارها لأية إستراتيجية واضحة للنهوض باللغة الأمازيغية، كل هذا في وقت يتم فيه تجاهل دعم مشاريع علمية قيمة؛
إن قرار العمادة بإصدار الكتاب يؤكد من جديد إصرارها على المُضيّ في سياسة احتقار الباحثين والمسِّ باستقلالية مراكز البحث، وهو ما ندّدت به الجمعية مراراً. كما أن هذا القرار يدعو إلى التساؤل عن دور “اللجنة العلمية” للمعهد وصلاحياتها؛
تطالب الجمعية بالسحب الفوري للكتاب، والاعتذار عن هذه الفضيحة؛
والجمعية إذ تُندد بنشر هذا الكتاب، فهي لا تُنصّب أيّ عداءٍ للغة العربية؛ بل هي حريصةُ على احترام المؤسسات للمهام المنُوطة بها قانونيا؛ كما تدعو الجمعيات العاملة في حقل الأمازيغية إلى التنديد بهذه الفضيحة، لأنها استهتار بنضال الحركة الأمازيغية التي ناضلت من أجل مؤسسة علمية يُعهد إليها النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتين.