عندما وقع الملك الحسن الثاني في حب ممثلة فرنسية
مابريس / هلا فتحي
نشرت مجلة “تيل كيل” المغربية تفاصيل العلاقة العاطفية التي جمعت الملك المغربي الراحل “الحسن الثاني” بـ “اتشيكا شورو” إحدى الممثلات اللامعات في السينما الفرنسية في الستينيات.
حيث تعرّف الأمير الحسن آنذاك على الممثلة الفاتنة في مدينة “كان” خلال تعافيه من عملية استئصال للوزتين، فنشأت بينهما علاقة عاطفية قوية، وبدآ يلتقيان كل يوم في نزهات طويلة داخل سيارة الأمير المكشوفة من نوع “شوفروليه”، دون أن ينجح “الباباراتزي” في التقاط صورة واحدة تجمعهما معاً.
وكانت “اتشيكا شورو” تعتبر في ذلك الوقت النجمة الصاعدة في السينما الفرنسية، بعدما اكتشفها المخرج الإيطالي “ميشيل انجلو انتونيوني”. اسمها الأصلي “جانين بوليت فيري”، من مواليد باريس سنة 1929، فرنسية مسيحية ومطلقة من “ماكس شورو” الذي كان متخصصاً في تربية النحل.
فحالت هذه الصفات كلها دون ارتباطها رسمياً بالأمير الحسن، المسلم الذي يناضل بلده للتخلص من الاستعمار الفرنسي، والذي يقتضي توليه العرش والزواج من آنسة مسلمة.
إلا أنّ الحب القوي الذي أوثق حباله حول الشابين أطال عمر هذه العلاقة المستحيلة، حيث استمر الأمير الحسن، رغم عودته إلى المغرب لمؤازرة والده في السنوات الأولى لاستقلال البلاد، يجد وقتاً لزيارة حبيبته بين الفينة والأخرى، أو يقضيان معا ساعات طويلة كل ليلة على الهاتف يتبادلان عبارات الشوق والهيام حسب “مدحت بورقات” المكلف آنذاك بتأمين الاتصالات الهاتفية لأفراد العائلة الملكية.
كما أصدر ولي عهد المغرب أوامره للسفارة المغربية بفرنسا بمعاملة “اتشيكا شورو” معاملة دبلوماسية خاصة، وكان يبعث لها بالعديد من الهدايا كالحلويات المغربية،
والمجوهرات التقليدية الثمينة، والديكورات المنزلية من صنع يدوي.
وتعثرت المسيرة الفنية لـ “اتشيكا” بعد فشل فيلمين شاركت فيهما بهوليوود، فالتحقت بالأمير الذي خصّص لها فيلا محروسة بحي “السويسي” أرقى الأحياء بمدينة الرباط.
وكان يغدق عليها الهدايا والمجوهرات والفساتين من تصميم دار الأزياء الفرنسية الشهيرة “ديور”. وصار لها علاقة بأفراد القصر الملكي المغربي.
وكانت الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت قد أخذت خبراً بهذه العلاقة الملتهبة وتفاصيلها، وكتبت عنها كثيرا، كما نجحت في الحصول على صورة للممثلة الفرنسية بالزي التقليدي البربري ونشرها.
وتساءلت مجلة “نوارا يبلان” (المتوقفة حالياً) في عدد صدر سنة 1957، حول إمكانية تنازل ولي عهد المغرب عن العرش من أجل فرنسية.
وصنف البعض “اتشيكا شورو” بكونها امرأة مادية استغلالية، بينما كان آخرون واثقون من علاقة الحب الكبيرة التي تجمعها بولي عهد المغرب.
وتخللت العلاقة الرومانسية الجميلة شجارات وتوقفات، سببها الأساسي ميول الأمير للجنس اللطيف، لكنهما سرعان ما كانا يتصالحان، وكان الأمير”الحسن” يردّد دائماً “اتشيكا هي اتشيكا” حسب “اغناس دال” الذي كتب السيرة الذاتية للملك الحسن الثاني.
ولم يكن “محمد الخامس”، ملك المغرب آنذاك ووالد الأمير الحسن، راضياً عن تلك العلاقة خصوصاً بعد حمل “اتشيكا ” سنة 1960. فخيّر ابنه بين حبيبته والعرش، بل هدد بعزله من ولاية العهد.
وجرت الأمور عكس المتوقع، حيث أدركت المنية الملك “محمد الخامس” على إثر عملية جراحية، وتولى ولي العهد العرش سنة 1961، وتزوج بـ “لالة لطيفة” خضوعاً لتقاليد العرش.
وعلمت حبيبته بالأمر وهي في فرنسا، فحاولت الاتصال به لكنها لم تتمكن من ذلك، لأنه كان مشغولاً بمهام المنصب الجديد الذي تولاه. وعندما تحدثت إليه أخيراً عبر الهاتف، أخبرته أنها لن تكلمه نهائياً بعد ذلك.
انتقلت “اتشيكا” من الرباط إلى فرنسا حاملة بداخلها جرحاً عميقاً، حاولت التغلب عليه بالانهماك بالعمل الفني، لكنها لم تحقق النجاح الذي كانت تصبو إليه، فخسرت الحب والشهرة.
وامتدت القطيعة بين العاشقين لفترة طويلة، إلى أن جاء اليوم الذي فهمت فيه “اتشيكا” أنّ حبيبها الملك الحسن الثاني كان أذكى وأقوى من أن يتنازل عن العرش من أجل امرأة، فتحّول الحب الكبير الذي جمعهما إلى صداقة عميقة.
واستمرّت علاقة الممثلة بالقصر الملكي المغربي حتى بعد زواجها من الثري “فيليب ريمز”، حيث بقي الزوجان ضيفان مرحّباً بهما في المغرب وداخل القصر الملكي خاصة، وكان الملك الحسن الثاني يخصص لهما استقبالاً حاراً، ويلعب لساعات طويلة رياضته المفضلة (الغولف) برفقة الزوج.
ورحل الملك الحسن الثاني سنة 1999، لكن “اتشيكا شورو” ما تزال تعامل حتى اليوم كصديقة مقرّبة من البلاط الملكي المغربي.