و شهدت سهرة ليلة أمس الثلاثاء إقبالا جماهيرا منقطع النظير ،اضطرت معه اللجنة المنظمة للمهرجان وبتنسيق مع الجهات الأمنية المشرفة على سلامة المتفرجين على إغلاق البوابات المؤدية لقاعة العرض في وجه الجمهور قبل ساعتين من انطلاق الحفل الساهر الذي أحياه سعد لمجرد ، وقامت بتثبيت شاشات عرض ضخمة في الفضاء الخارجي لإتاحة الفرصة امام الجماهير التي لم يحالفها الحظ في معاينة فقرات هذا الحفل عن قرب.
و عكس الاقبال الجماهيري الكبير ،سواء من أفراد الجالية المغربية في قطر أو الذين تقاطروا من مختلف بلدان الخليج المجاورة، و كذا من أبناء الجاليات العربية والأسيوية و الاوربية ،و الامريكية المقيمة في قطر ،مدى الاعجاب الجماهيري الذي يتمتع به هذا الفنان المغربي الشاب ،و الذي سطع نجمه سريعا في عالم الاغنية العربية و استطاع أن يصبح رقما مميزا على الساحة الفنية الدولية.
و قد تجاوب الحضور ،الذي كان غالبيته من فئة الشباب ، بشكل تلقائي و بانسجام تام مع مختلف أغاني سعد لمجرد، و التي كان يرددها عن ظهر قبل، من قبيل ( إنت باغيا واحد ) و (واعديني) و( سلينا سلينا) و (عزيز أوغالي) و (مال حبيبي ما لو) ثم أغنية (المعلم ) التي حققت نجاحا جماهيرا كبيرا سواء داخل المغرب أو خارجه وحطمت أرقام قياسية من حيث نسبة المشاهدة وجعلت لمجرد يـتسلق بدون منافس قمم النجومية والشهرة عربيا وعالميا.
ولج منصة العرض مرتديا زيا تقليديا مغربيا
وكانت أقوى لحظات هذه الأمسية الفنية، عندما ردد سعد المجرد الذي ولج منصة العرض مرتديا زيا تقليديا مغربيا (جلباب أبيض)، أغنية ( العيون عنيا) لمجموعة جيل جيلالة، ذات الحمولة الوطنية، والتي رددها معه أفراد الجالية المغربية في بلدان الخليج بحماس كبير، وبشكل أعادهم إلى دفئ الوطن الأم.
و في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا الحفل، أثنى أفراد الجالية المغربية في الخليج على أداء سعد لمجرد خلال هذا الحفل الغنائي، و أكدوا أنه أضحى سفير الأغنية المغربية بامتياز لكونه اشتهر عربيا وعالميا بغناء لهجة وطنه، التي بالرغم من صعوبتها بالنسبة إلى أهل المشرق العربي والخليج، إلا أنها أصبحت مفهومة ومحببة بسبب أغانيه الجميلة، مخالفا بذلك بعضا من المطربين المغاربة وكذا المغاربيين ، الذين اعتمدوا الغناء باللهجة المصرية أو الخليجية للوصول إلى الشهرة العربية.
خوليو العرب
واعتبروا أن الاعجاب الكبير الذي يحظى به سعد لمجرد نابع من كونه أن هذا “المطرب الظاهرة” أصر على أن يصل للجميع ليس فقط بلهجته بل باللون الموسيقي المغربي الذي يختلف كليا عن بقية الألوان الغنائية العربية الأخرى، مؤكدين أن نيله لقب (خوليو العرب) من قبل الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني ،جاء عن جدارة و استحقاق.
وكانت إطلالة سعد لمجرد ليلة أمس مسبوقة بالوصلة الغنائية التي قدمتها المطربة الشعبية زينة الداودية، التي نجحت عبر توليفة منوعة من الاغاني الشعبية من خلق حماس كبير في فضاءات قاعة العرض، وتفاعلت بكل تلقائية ومحبة مع طلبات جمهورها من أفراد الجالية المغربية في الخليج وأمتعتهم بمجموعة من أغنياتها المشهورة التي تستمد إيقاعاتها من الفلكلور المغربي الشعبي، واستطاعت بالتالي أن تحول قاعة العرض إلى ميدان للغناء والرقص والفرح.