صحف ألمانية: تهميش المسلمين يجعلهم لعبة بيد “داعش”
مابريس – وكالات
تناولت الصحف الألمانية في تعليقاتها أحداث الهجمات الإرهابية في باريس، وحذرت من ربط تلك الأعمال بالمسلمين واللاجئين المتواجدين في الدول الأوروبية، معتبرة أن مثل هذا التوجه سيجعل منهم فريسة سهلة في حبائل الإرهابيين.
مجلة دير شبيغل الألمانية سلطت الضوء على النقاشات الدائرة بشأن الإرهاب واللاجئين في ألمانيا، وحذرت قائلة:
” يتجلى أحد أهداف تنظيم ” داعش” في أن يشعر المسلمون في أوروبا بالإقصاء والتهميش، لأن ذلك سيجعل إمكانية تجنيدهم أسهل. (…) إذا كنا نود ضرب مخططات الجهاديين، فيجب علينا إذن أن نتمسك بثقافة الترحيب خاصة، وأن نستثمر بشكل جدي في مجال دمج اللاجئين، كي يبقى اللاجئون بعيدي المنال عن (مخططات) الإرهابيين. إن أكبر خدمة يمكن أن نقدمها لهؤلاء الإرهابيين هو أن نقوم نحن بالحد من حريتنا، وأن نغلق حدودنا، ونخون إنسانيتنا، ونتخلى عن الحق الأساسي للجوء أوعن انجازاتنا الحضارية الأخرى. إذا تخلينا عن كل ذلك فلن نصبح مطلقا ما نود أن نكون”
“داعش” ضد الانفتاح على الآخرين
صحيفة “شفيبشة تسايتونغ” الصادرة بمدينة رافينزبورغ علقت أيضا على موضوع هجمات باريس وإشكالية ربطه باللاجئين حيث كتبت قائلة:
“من المؤكد أن تنظيم “داعش” يؤثر بشكل خطير على الرغبة في الانفتاح على الثقافات الأخرى، وهنالك رابط واحد فقط يربط بين موضوع اللاجئين والهجمات التي حصلت في باريس، وهو أن اللاجئين يفرون في سوريا من نفس المجرمين المسؤولين عن هذه الهجمات. ومع ذلك هنالك نقطة صحيحة تطرق إليها وزير مالية ولاية بافاريا ماركوس زودر عندما قال: طالما لازالت أوروبا غير قادرة على تأمين حدودها الخارجية، فيجب على ألمانيا تأمين حدودها بشكل أفضل”.
أما صحيفة”زود دويتشه تسايتونغ” الصادرة في مدينة ميونخ فكتبت عن التفجيرات في باريس ولاحظت:
“الأدلة (لما حدث) في باريس تشير بشكل مباشر إلى انخراط تنظيم” الخلافة ” في ذلك، وإلا لماذا اتصل المهاجمون هاتفيا بقادتهم في سوريا أو في العراق قبل القيام بالمذبحة ؟ لذلك من الضروري محاربة تنظيم ” داعش” في الشرق الأوسط عسكريا، والقضاء عليه إن أمكن. محاربة داعش عسكريا، كما ذكرنا يجب أن تكون عسكرية، غير أن ذلك ليس هو الحل الوحيد. ففي أوروبا هناك الحاجة إلى جهاز أمني ومخابراتي أقوي مما تقر به مجتمعاتنا التي تعيش في حياة الرخاء.
مصطلح “الحرب” غير مناسب
وفي تعليق مشترك بين صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” و صحيفة ميتل دويتشن تسايتونغ” الصادرة في مدينة هالة تم توجيه انتقادات بعد استخدام مصطلح “الحرب” في النقاشات الدائرة حول الهجمات الإرهابية في باريس. وجاء في تعليق الصحيفتين:
” حتى في أفغانستان، كان ينبغي على الغرب أن يتعلم بمرارة، أنه لا يمكن الانتصار عسكريا في مواجهة بذلك التحدي، وذلك لأن الغرب ليس مستعدا للتعامل مع ذلك بما فيه الكفاية ولأن الغضب تجاه “الحرب على الإرهاب” – ليس فقط في العالم العربي – يجذب باستمرار المزيد من المجندين. إن وصف هذا النزاع بأنها “حرب” أمر غير مناسب، لأنه يقرب إلى الأذهان تصور خطير، مفاده احتمال وجود نصر لأي جانب على أرض المعركة. لكن العالم الحر يجب عليه أن يعمل أكثرمن ذلك والتأكيد على أنه ثابت ولا يتزعزع أمام مثل هذه المخاطر والتحديات”.