سكان آسفي باتوا مهددين بالعطش…
مابريس / جمال الكوعي
يبدو أن سكان مدينة آسفي أصبحو على موعد مع العطش فإذا كان عبدالإلاه بنكيران رئيس الحكومة المغربية قد شدد في مداخلته الأخيرة أمام مجلس المستشارين الثلاثاء ما قبل الماضي على عملية ترشيد الماء الصالح للشرب فإن ما يقع بمدينة آسفي من نهب للمياه الصالحة للشرب بعيدا كل البعد عن هاته الخطابات الرسمية التي تبقى حبيسة قبة البرلمان،ذلك أن ساكنة المدينة أصبحت مؤخرا مهددة على المدى القصير بالعطش جراء الإستزاف والنهب البينين لمياه سد سيدي عبدالرحمان مسعود البعيد عن مدينة آسفي بحوالي ثلاث كيلومترا فقط،بحيث إن هذا النهب ليس وراءه ساكنة المنطقة أو شيء من هذا القبيل،وإنما من طرف الشاحنات المحملة بالصهاريج المائية الكبيرة التابعة للشركة التي استفادت من صفقة تهيئة الطريق السيار الرابط بين آسفي والجديدة.
إنه منظر مستفز للغاية ذلك الذي يتابعه المواطن المسفيوي صباح مساء،وخصوصا ذلك المار راجلا أو راكبا من الطريق التي يقع بها سد سيدي عبدالرحمان مسعود،إذ يثير انتباهه عدد من الشاحنات المحملة بصهاريج المياه الكبيرة التابعة للشركة المذكورة وهي مصطفة على جنبات السد،وتقوم بعض الجرارات بعملية امتصاص المياه بآلاف الأمتار المكعبة بواسطة أنابيب كبيرة،ويتم إفراغها في الصهاريج الكبيرة، وبعدها يتم نقلها أمام الجميع في اتجاه مكان الأشغال دون أن تتدخل الجهات الوصية وعلى رأسها فرقة البيئة التابع للدرك الملكي بآسفي أو قسم البيئة بعمالة آسفي أو المندوبية السامية للمياه والغابات.
ولم تنحصر هاته الكارثة البيئية على عملية نهب واستزاف المياه،بل إن عملية الإمتصاص تؤثر سلبا على الكائنات البحرية التي تعيش لسنوات في مياه السد منها على الخصوص سمك”البوري”الذي لا محالة سينقرض في الأيام القليلة المقبلة،شأنه شأن المياه التي تراجعت نسبتها بشكل ملحوظ جراء عملية الشحن هاته.
فحقيقة كل هذا يدخل في إطار العبث الذي يصيب كل من اقترب منه بالطغيان،وإنه فعلا لترشيد حقيقي للماء الصالح للشرب الذي نادى به عبدالإلاه بنكيران رئيس الحكومة المغربية،فهل ستتدخل السلطات المركزية لوضع حاد لهذه الكارثة البيئية بعدما غضت الطرف عنها السلطات لجهوية والإقليمية والمحلية؟وما السر وراء هذا الصمت المريب؟كلها أسئلة تبقى الإجابة عنها على لسان السيد عبدالإلاه بنكيران الذي همه الواحد والوحيد في الأيام الأخيرة الماء والكهرباء.