سقوط الأسد… زلزال سياسي يزعزع تحالفات الكابرانات
بعد السقوط المدوي لنظام الأسد الذي ظل جاثما على صدور وقلوب السوريين، وبعد ” الهروب” المفاجئ للأسد نحو روسيا بحثا له عن موطن يُبرد عنه ولو جزء من لهيب الاحتجاجات للمعارضة السورية المسلحة التي دخلت دمشق ملوحة بشارة النصر لطي صفحة آل الأسد، بعد هذا وذاك مُني المدافعون عن هذا النظام المتهالك بالخسارة الكبرى، وهم يتابعون بأعينهم حليف الأمس وهو “يهرب” خلسة، بل وخرجوا بائسين ليغطون عن فشلهم الدبلوماسي ومراهنتهم على بيت العنكبوت، واصفين” هروب” الأسد” باستقالة الرجل وتسليمه للسلطة، وهم أنفسهم يعلمون علم اليقين أن هروبه لا يختلف اختلافا عن هروب “بن علي” في وقت سابق الذي قصد حينها “أرض الحرمين” ليبقى هناك تحت تأثير الآذان المستمر ليلا ونهارا، وهو الذي قرر حين حكمه لتونس بعدم رفع الآذان، فكان الحكم عليه أن يعيش في بلد الآذان…
” هروب الأسد” هذا، أو بالأحرى سقوط نظام آل الأسد، تفاعل معه المحلل السياسي عمر الشرقاوي واصفا الأمر بمباراة كروية خرج فيها لاعب وعاد آخر…
وكتب الشرقاوي تدوينة فايسبوكية في هذا الباب قائلا: ” في مقابلة سوريا لاشيء تغير خرج اللاعب الإيراني ودخل اللاعب التركي، خرج الحكم الروسي ودخل الحكم الأمريكي، تبدل جامِعو الكرة فخرج حزب الله الاجرامي ودخل ثوار الارهاب المجرمون والنتيجة هي ضمان التأهل الدائم لإس..رائيل أما الجمهور فيعرف نفسه يقتصر دوره في رفع التيفوات وتحليل المباراة وتحويل الهزيمة القاسية في النتيجة إلى انتصار في اللعب النظيف والمحاولات الضائعة”.
لكن يبقى في نظر محللين ومهتمين من صناع الرأي العام، أن سقوط نظام الأسد، قد أزعج الأنظمة التي ظلت تراهن على بقائه وخاصة الأنظمة الديكتاتورية بطعم الشيخوخة، ومن بينها نظام الكابرانات، الذين وجدوا أنفسهم في مأزق سياسي دبلوماسي خطير، وموقف لا يحسدون عليه، وهم أنفسهم زجوا بمرتزقة البوليساريو في هذا الصراع، بعد ارسال عدد منهم في وقت سابق لدعم الأسد، قبل أن يتم اعتقال البعض منهم، وفرار آخرون..
نظام الكابرانات الذي وجد نفسه في ركن الزاوية وحيدا، بعد ان اختار في وقت سابق الاصطفاف وراء نظام الأسد، ( وجد نفسه اليوم) يحصد الويلات والخزي، وهو مجموعة من الدول العربية والأجنبية وهي تبارك عملية تحرير سوريا من قبل المعارضة السورية التي دخلت العاصمة دمشق.
سقوط الأسد الذي بعثر أوراق الكابرانات الذين ظلوا لعقود يزرعون الفتن ويقدمون المال والسلاح للمرتزقة بهدف زعزعة الاستقرار بالدول الآمنة.
فكما ظل الكابرانات يحتضنون ” جبهة البوليساريو” للنيل من استقرار المغرب، قاموا بالدور ذاته بالشقيقة سوريا، حين دافعوا عن نظام الأسد على حساب فصائل المعارضة السورية التي خرجت دفاعا عن الحرية بعد أن نالت نصيبها قهرا وقمعا وجوعا من قبل نظام متهالك ظل جاثما على رؤوسهم وقلوبهم لعقود من الزمن.
سقوط الأسد، سقطت معه مؤامرات الكابرانات الذين كانوا يراهنون على استماتة نظام الأسد لتوسيع مشروعهم التقسيمي، لكن وكما يقول المثل” باش قتلتي باش تموت…”.