رئيس الولايات المتحدة يجازف بالبقاء من دون حاشية
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا لمعلقها السياسي إيغور سوبوتين عن الوضع السياسي داخل الولايات المتحدة، يشير فيه إلى انتظار واشنطن استقالة وزير الخارجية قريبا.
كنب سوبوتين:
من المرجح أن تنتظر الإدارة الأمريكية موجة جديدة من استقالات كوادرها. فقد أعلنت قناة سي إن إن عن قرب استقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وإن استقالة مسؤول بهذا الحجم في ظروف موافقة مجلس الشيوخ على تعيين 50 مسؤولا فقط من مجموع 540 للعمل في الإدارة الأمريكية الجديدة، يعدُّ خسارة كبيرة، ويهدد بازدياد العجز السياسي للنظام. ويشير الخبراء إلى أن هذا التوتر هو فقط أعراض لأزمة أكبر.
وبحسب مصادر مطلعة للقناة، يعود سبب تقديم تيلرسون استقالته إلى خلافات مع ترامب، كان آخرها عدم موافقته على تصريحات ترامب بشأن المدعي العام جيف سيشينز، عندما أعلن سيد الأبيض في حديثه إلى صحيفة نيويورك تايمز بأنه ما كان ليعين سيشينز في منصبه لو كان يعلم بأنه سينأى بنفسه عن التحقيق في مسألة التدخل الروسي في انتخابات عام 2016… "وافق سيشينس على شغل هذا المنصب وبعدها ينأى بنفسه، وهذا باعتقادي موقف غير صحيح من الرئيس". وقد رأى تيلرسون هذه الكلمات دليلا على عدم المهنية.
Reuters Naseem Zeitoon ريكس تيلرسون
هذا، ويشك الخبراء في الغرب في استقالة تيلرسون. يقول في هذا الصدد أستاذ جامعة جورجيا أندريس أسلوند إن "الاهتمام يتركز حاليا على المدعي العام سيشينز، الذي يريد ترامب استقالته. والإدارة الأمريكية لا تقوم بوظائفها لأن لديه فقط 50 يعملون من مجموع 540 مسؤولا يجب حصولهم على موافقة الكونغرس بعد ستة أشهر، في حين أن المعدل هو 200 شخص. ويشهد البيت الأبيض صراعا بين خمس مجموعات حول ترامب – القوميون بقيادة ستيفن بينون، بنك غولدمان ساكس برئاسة جيري كون، جنرالات ومستشاري مجلس الأمن القومي برئاسة ماكماستر ووزير الدفاع ماتيس، وقادة الحزب الجمهوري برئاسة بينس بريبوس، وأيضا العائلة. ومفهوم أن ترامب يريد شيئا من هذا القبيل: فهو يدير مؤسسته بهذا الشكل، بيد أنه لا يمكن إدارة الحكومة بهذه الصورة".
أما مدير مركز كارنيغي في موسكو دميتري ترينين فيشك في أن تؤثر استقالة تيلرسون في الملف الروسي ويقول: "برأيي إن الاتجاه الروسي مشلول، وسيبقى كذلك حتى نهاية الأزمة السياسية التي تزداد زخما". وبحسب قوله، فإن استقالة تيلرسون دليل على شيئين. "الأول، الضغط الخارجي الكبير على إدارة ترامب، حيث إن كل من يقبل بعرض الرئيس الحالي بالانضمام إلى إدارته يفقد هيبته في نظر المجتمع الأمريكي. وثانيا، التعاون داخل الإدارة نفسها سيئ جدا، حيث الفوضى وعدم فهم استراتيجيتها في أي مجال".
ويضيف الخبير أن ترامب هو أحد أعراض "مرض" النظام. و "الحديث يدور عن الأزمة الجدية في النظام السياسي الأمريكي، التي اختمرت منذ زمن. وهناك أسباب لها، وأهمها التقسيم الطبقي للمجتمع. وكذلك الهوة الواضحة بين المناطق الساحلية الشرقية والغربية التي تتميز بارتفاع الأجور ونمط الحياة وبين بقية مناطق البلاد، التي لم تحصل على شيء يذكر من العولمة. وهذه المناطق تشكل جمهورية أمريكا الحمراء المحافظة، بعكس المناطق الليبرالية. والانقسام الثاني في أمريكا هو انقسام ايديولوجي ليس بين الأحزاب، بل داخل الأحزاب نفسها".
ترجمة وإعداد: كامل توما