“داعش” على وشك أن يمنى بالهزيمة
تطرق أندريه أونتيكوف في مقال نشرته صحيفة "إيزفيستيا" إلى الأوضاع في سوريا؛ مشيرا إلى أن قوات الحكومة السورية أصبحت على مشارف آخر أكبر معقل للإرهابيين.
كتب أونتيكوف:
أعلنت مصادر في قوات الحكومة السورية للصحيفة أن وحدات الجيش السوري دخلت محافظة دير الزور من الاتجاه الشمالي–الغربي، قادمة من محافظة الرقة المجاورة، وأصبحت على بعد 50 كلم عن المركز الإداري للمحافظة. وقد أكد أعضاء مجلس الشعب السوري "البرلمان" هذه الأنباء. أي أن هذا يعني قرب موعد الهجوم على آخر معاقل الإرهابيين في سوريا. وبحسب الخبراء، لن تكون عملية تحرير مدينة دير الزور مديدة لوجود قوات حكومية محاصرة فيها ستساعد المهاجمين في معركة التحرير.
في هذا الصدد، قال عضو مجلس الشعب آلان بكر، في مقابلة مع الصحيفة، إن دمشق تولي اهتماما كبيرا لفك الحصار عن دير الزور. لذلك، "هي من الأولويات، حيث توجد هناك منذ عدة سنوات وحدات عسكرية محاصرة، ويجب فك طوق الحصار عنها وتقديم المساعدات اللازمة إليها. وعموما يمكن القول إن تحرير مدينة دير الزور يضع نهاية لمشروع التنظيم الإرهابي"، – كما أكد آلان بكر.
www.parliament.gov.sy آلان بكر
هذا، وكان الإرهابيون إلى فترة قريبة يسيطرون على ثلاث مدن كبيرة، هي: الرقة ودير الزور في سوريا والموصل في العراق. وقد أعلنت السلطات العراقية عن تحرير الموصل بشكل كامل في 10 يوليو/تموز 2017. أما مدينة الرقة، فتهاجمها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية غالبيتها، مدعومة من الولايات المتحدة، حيث بحسب آخر المعلومات، أصبحت تسيطر على 50 في المئة من المدينة، ولم تبق سوى دير الزور.
وتشير الصحيفة، وفقا لمصادرها في الدوائر الدبلوماسية–العسكرية، إلى أن مسألة تحرير دير الزور كانت موضع دراسة منذ عدة أشهر، وأن القيادة العسكرية الروسية نصحت بالتقدم في هذا الاتجاه بعد أول تحرير لمدينة تدمر في مارس/آذار 2016. بيد أن دمشق لم توافق على ذلك، وقررت التركيز على تحرير حلب، الذي تم في نهاية 2016.
وكان "داعش" قد استولى على مدينة دير الزور عام 2014، ولكن جميع محاولاته للسيطرة على القاعدة الجوية وبعض أحياء المدينة باءت بالفشل. وتحصل الوحدات العسكرية المحاصرة على المواد الغذائية والأسلحة والذخيرة عن طريق الجو.
يقول خبير جمعية المحللين السياسيين-العسكريين، الأستاذ المساعد في جامعة بليخانوف للعلوم الاقتصادية أوليغ غلازونوف: "من هذا يتضح أن مشروع "الدولة الإسلامية" قد فشل، وأن قوات الحكومة السورية تتقدم باتجاه دير الزور وسوف تصل إلى الحدود العراقية. لذلك لم يكن اعتباطا نقل "داعش" خيرة مسلحيه من هذه المنطقة إلى مناطق في جنوب–شرق آسيا. و أي أنهم بهذا يحاولون إنعاش مشروع دولتهم، ولكن هذا لن يحصل في الشرق الأوسط أبدا"، – كما أكد الخبير.
ترجمة وإعداد: كامل توما