خطف ايطاليين اثنين في شرق ليبيا وإعلان حالت الطوارء في جنوب البلاد
خطف ايطاليان يعملان لحساب شركة انشاءات عامة الجمعة على يد مجموعة مسلحة في شرق ليبيا معقل اسلاميين متشددين، وفق ما افادت وكالة الانباء الليبية.
واشارت الوكالة نقلا عن سائق الايطاليين الى ان مسلحين ملثمين ارغموهم على التوقف قرب بلدة مرتوبة الواقعة بين مدينتي درنة وطبرق وانزلوا الايطاليين ثم اقتادوهما الى سيارة اخرى ونقلوهما الى جهة مجهولة.
وتوجه المهاجمون بعد ذلك الى درنة، وفق ما افاد المصدر نفسه.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن عملية الخطف.
ولفت مصدر امني في درنة الى ان تحقيقا فتح في الحادثة، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق، اعلنت وزارة الخارجية الايطالية ان اثنين من مواطنيها فقدا في ليبيا، مؤكدة انها تدرس “كل الفرضيات”.
ويعمل الرجلان المتحدران من منطقة كالابريا في جنوب ايطاليا على مشروع طريق في درنة لشركة “جنرال وورلد” ويقيمان في ليبيا منذ اشهر عدة، كما اوردت وكالة الانباء الايطالية (انسا).
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011، تبدو السلطات الانتقالية عاجزة عن ارساء النظام والامن في هذا البلد الغارق في حالة من الفوضى واعمال العنف الدامية.
وتشهد مناطق شرق ليبيا توترا مستمرا خصوصا في درنة وبنغازي اللتين تحولتا معقلا لاسلاميين متشددين متهمين بالوقوف وراء عشرات الاغتيالات والهجمات على مصالح غربية وعلى القوات المسلحة الليبية.
كما اعلن المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية في ليبيا، السبت حالة الطوارئ بعد مواجهات في جنوب البلاد وتردد شائعات بشأن ضلوع انصار لنظام معمر القذافي في اعمال العنف.
وقال رئيس الحكومة علي زيدان في تصريحات عرضها التلفزيون الليبي ان المؤتمر العام اتخذ هذا القرار خلال جلسة استثنائية خصصت للوضع في مدينة سبها جنوب ليبيا التي شهدت مواجهات قبلية قبل ايام عدة.
وشهدت سبها مواجهات جديدة السبت اثر سيطرة مجموعة مسلحة على قاعدة عسكرية بعد ايام من الهدوء النسبي، بحسب الحكومة.
والاسبوع الماضي، اسفرت معارك بين قبائل محلية عن سقوط حوالى ثلاثين قتيلا.
وتؤكد مصادر محلية ان المجموعة المسلحة تتألف من انصار لنظام الزعيم الليبي الراحل حاولوا الاستفادة من هشاشة الوضع الامني في المدينة.
وسرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام مسيرات لمؤيدي القذافي في بعض المدن غرب العاصمة طرابلس خصوصا في ورشفانة والعجيلات. وتم نشر بعض الصور على موقع فيسبوك من دون التثبت من صحتها.
كذلك فإن هذه الشائعات اججتها قنوات تلفزيونية مؤيدة للقذافي تبث من خارج ليبيا.
وحذر علي زيدان من انتشار هذه الشائعات الرامية على حد تعبيره الى التسبب بازمة في البلاد.
كذلك اكد ان الوضع في سبها “تحت السيطرة” معلنا في الوقت عينه ارسال عدد من الثوار السابقين الى المدينة كتعزيزات.
وفي غياب جيش قوي، غالبا ما تلجأ السلطات الى هؤلاء الثوار السابقين الذين قاتلوا نظام القذافي الذي سقط في تشرين الاول/اكتوبر 2011، لاعادة الامن الى البلاد.
وغالبا ما يشهد جنوب ليبيا مواجهات دامية بين القبائل العربية وقبائل التبو. ودارت اكثر المعارك دموية في العام 2012 وادت الى سقوط حوالى 150 قتيلا قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار.
ويعيش افراد قبائل التبو المتحدرون من دول جنوب الصحراء، في المناطق الممتدة بين ليبيا وتشاد والنيجر، وينددون دائما بما يعتبرونه تهميشا لهم في المجتمع الليبي.
كذلك يتم اتهامهم من جانب القبائل الاخرى بانهم يضمون في صفوفهم مقاتلين اجانب اتين خصوصا من تشاد. وتندد القبائل العربية بوقوف الحكومة متفرجة في مواجهة “غزو اجنبي” لليبيا.
ا ف ب