وفي أجواء مفعمة بالإيمان يتوجه ضيوف الرحمان، وألسنتهم تلهج بالتلبية في يوم التروية الذي يوافق الثامن من ذي الحجة، إلى مشعر منى القريب من مكة المكرمة، حيث يصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا بدون جمع، ويبيتون هناك تأسيا بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وفي اليوم التاسع من ذي الحجة يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات الطاهر للوقوف فيه وأداء ركن الحج الأعظم، الذي يستمر حتى مغيب الشمس، ثم بعد ذلك يبدأ ضيوف الرحمن النفير نحو مزدلفة للمبيت بها ثم العودة إلى منى من جديد لرمي الجمرات وذبح الهدي في أول أيام العيد.
وفي تصريحات بالمناسبة، أكد عدد من الحجاج المغاربة أن الله تعالى من عليهم بأن يسر لهم سبل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
وفي هذا السياق، يقول عبد السلام نعيم من مدينة مراكش إن ظروف الإقامة في الديار المقدسة جيدة للغاية، ما ساعدهم في أداء الصلوات داخل المسجد الحرام، الذي تعادل فيه الصلاة مائة ألف صلاة فيما سواه.
وبدوره أشاد عبد الله شلبي بالدور الذي يقوم به منسقو البعثة المغربية لاسيما على مستوى تدبير الحشود وتفادي الزحام حيث أنه تم اعتماد نظام الأفواج للوصول إلى المشاعر بكل يسر وأمان.
في رحلة الحج، أو رحلة العمر كما يسميها الكثيرون، يعيش ضيوف الرحمان أياما معدودات من العبادة والنسك لا رفث ولا فسوق ولا جدال فيها، يتركون الدنيا وزخرفها وراء ظهورهم، ويقبلون على مرضاة الله، هاربين من الذنوب والخطايا ومتضرعين إلى الباري عز وجل أن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا.