ثلوج ومياه على سطح الكوكب الأحمر
قال باحثون من فرنسا وأمريكا إن عواصف ثلجية عنيفة تهب من وقت لآخر ليلا على كوكب المريخ. وأوضح الباحثون أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة من خلال نماذج لمحاكاة الطقس في هذا الكوكب الأحمر المجاور للأرض.
وقال الباحثون تحت إشراف أيمِريكا سبيجا من جامعة بيير و ماري كوري في باريس في دراستهم التي نشرت اليوم الاثنين ( 21 أغسطس/ آب) في مجلة "نيتشر جيوساينس" البريطانية إن برودة ليال المريخ تسمح بنشأة الظروف المواتية لجعل المياه القليلة نفسها الموجودة في الغلاف الجوي الرقيق للمريخ تتساقط محليا.
وكان الباحثون يعتقدون حتى الآن أن جليد الماء المتكون من هواء الكوكب الأحمر يتراكم في أحسن أحواله على شكل جسيمات منفردة تتهاوى ببطء إلى سطح المريخ.
ورغم أن الغلاف الجوي للمريخ لا يمتلك الكثير من المياه إلا أنه رقيق وبارد لدرجة تسمح بإمكانية تكون سحب وجسيمات جليدية.
وعادة لا تحدث أمطار ثلجية في المريخ ورغم ذلك فإن بلورات الجليد يمكن أن تتراكم ببطء كطبقة من الرواسب على سطح المريخ. وتحتاج هذه الرواسب في العادة ساعات كثيرة، لأن جسيم الجليد الذي بحجم 04ر0 مليمتر في هواء المريخ لا يهبط لسطحه بسرعة أكثر من نحو 700 متر في الساعة.
ولكن و حسبما أظهرت النماذج الحسابية للباحثين الآن فإنه من الممكن أن تبرد جسيمات الجليد ليلا لدرجة تصبح معها السحابة غير مستقرة، وتختلط بقوة مع بعضها البعض، مما يؤدي لهبوب عاصفة ثلجية محلية على غرار ما يحدث على الأرض أحيانا، مما يؤدي تحت مثل هذه السحب لهبوب رياح ثلجية قوية نسبيا لمدة بضع دقائق وفقا لتنبؤات الباحثين.
وقال الباحثون إن هذه العملية يمكن أن تفسر ما رصده الباحثون من خلال مسبار فينيكس للكشف عن الماء في الفضاء والتابع لوكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء والذي عثر تحت سحب المريخ على إشارات على وجود مياه متساقطة فوق المريخ حسبما أوضح الباحثون. كما عثرت مسابير في المريخ على أدلة على وجود تمازج ليلي غامض بين طبقات الغلاف الجوي للمريخ في مناطق السحب، قال الباحثون إنه يمكن تفسيرها أيضا بالعواصف الثلجية المحلية على المريخ.
و أوضح الباحثون أن العواصف الثلجية تؤثر إضافة إلى ذلك على دورة المياه على الكوكب الأحمر.