تيميتار الخير تجمع بين التراث والابتكار في احتفال السنة الأمازيغية بالقنيطرة
ترسيخا للهوية الأمازيغية وتشبثا بتقاليدها العريقة المتجذرة عبر التاريخ وسعيا وراء تثبيت مقومات الثقافة الأمازيغية، نجحت جمعية تيميتار الخير بشراكة مع المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالقنيطرة يوم الأحد 19 يناير الجاري، في التميز خلال تنظيمهما لحفلا فنيا كبيراً لفائدة التجار والمهنيين بإقليم القنيطرة بفضاء قاعة المعارض بمدينة القنيطرة، وذلك بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975 في نسخته الثانية عشرة، بحضور عدداً قياسياً وغير مسبوق من الجمهور، حيث غصت قاعة الحفلات وجنبات قصر المعارض بالحاضرين من مختلف الأعمار.
وجرت مراسيم الإحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 بحضور جماهير غفيرة من المدعوات والمدعوين من مختلف الشرائح الإجتماعية، ومن الأطياف الثقافية، التربوية، الجمعوية، الفنية، المهنية، وممثلي وسائل الإعلام، وتجار مدينة القنيطرة وعائلتهم وغيرها، حيث افتتحت المناسبة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم الإستماع إلى النشيد الوطني، بعدها كلمة السيد صالح أوصار رئيس جمعية تيميتار الخير وبعض الوجوه الحاضرة تناولا فيهما ترحيبا بالحضور، وما تحمله المناسبة من أهمية قوية بالنسبة لعموم الأمازيغ، والشعب المغربي قاطبة، ومدى نضالات التنظيمات المدنية في فرضها رسميا على مراكز القرار، وإقرارها رسميا كعطلة وطنية رسمية مؤدى عنها.
كما تخلل الحفل بفقرات موسيقية متنوعة من الثقافة الأمازيغية مثل، فرقة أحيدوس الحمام إمولا، فرقة أحواش إماران القنيطرة، أوركسترا جعفر، بالإضافة إلى عروض كوميدية قدمها الفنان الكبير بابا علي، فيما أشرف على تقديم فقراته كل من سكينة جعطيط و مصطفى أمارير، وسط أجواء إحتفالية حظيت بإعجاب الحاضرين.
والى جانب هذه الفقرات أبت جمعية تيميتار الخير والمكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالقنيطرة إلا أن تؤسس لثقافة الإعتراف وكرمت مجموعة من الفعاليات والشخصيات من مختلف المجالات، حيث شمل التكريم قيدوم التجار والنقابيين السيد إبراهيم السابق، والصحفيين المهنيين بلعيد كروم مدير نشر المساء 24، وأمين جمال صحفي بجريدة العالم 24، والناشط في المجتمع المدني خالد أزوار، والسيدة فاطمة زايدة، كما كان الضيف الشرفي لهذه الدورة جمعية آيت الطالب إبراهيم للتنمية والتعاون.
وفي حديث خص به جريدة “مابريس’، أكد رئيس جمعية تيميتار الخير، صالح أوصار، أهمية القرار الملكي القاضي بترسيم رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية مدفوعة الأجر، وأشاد بالمشاركة الكبيرة والحضور الذي إمتاز به الحفل، موضحا أن الجمعية تعمل على تعزيز إدماج المكون الأمازيغي في الحياة العامة، وتسعى للمساهمة في تعزيز الهوية الوطنية المغربية، متقدما بالشكر الجزيل لكل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذا الحفل الأمازيغي المتميز.
يشار، أن الأمازيغ يحتفلون سنويا في مختلف ربوع شمال إفريقيا “ثامزغا” وبقاع العالم بحلول السنة الأمازيغية الجديدة وهي مناسبة ذات أبعاد ودلالات تاريخية تعكس غنى الإرث الثقافي والتجدر التاريخي والحضاري للإنسان والثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، وكذا الدور الريادي الذي لعبه الأمازيغ في تحريك مجريات الأحداث التاريخية بحوض البحر الأبيض المتوسط عبر حقب تاريخية تمتد إلى ما قبل الميلاد، كما أضحت هذه المناسبة في وقتنا الحاضر من أهم المناسبات التاريخية التي تخلدها الأسر في بيوتها، وتشكل كذلك مناسبة للجمعيات الأمازيغية والتنظيمات المدنية لإحياء هذه المناسبة في جانبها الهوياتي والنضالي.