تحديات المجتمعات الحديثة: الشباب العاطل والهشاشة وضعف المرافق والخدمات ودور المهرجانات في التنمية

0

الشباب العاطل والهشاشة وضعف المرافق العمومية والخدمات والمخدرات والجهل وانعدام الأخلاق وسوء التربية… هي أفاه تنخر مجتمعات، ليست منحصرة فقط في منطقة واحدة وإنما في جميع التراب الوطني بل في جميع المجتمعات الدولية حتى الأوروبية منها والدول المتقدمة.. عودتا إلى مدينتي تيفلت، الأقلية تنتقد والأكثرية تبحث عن متنفس، والبعض منها من حضرت للأنشطة المختلفة التي كانت الأسبوع الماضي ومنها من انتقدت وحضرت وهتفت بل البعض منها قبلت الأيادي وهذه الفئة محسوبة على الأصابع.. وهناك من ينتقد الإعلام كأن الإعلام هو من أنفق ميزانية الدولة، يا صديقي قبل الحكم والانتقاد عن جهل ضع سؤالاً ما الفائدة من تنظيم المهرجانات، لو كانت مضيعة للمال لما نُظمت ولا أعتقد أن هناك شخص واحد عاقل سينفق الملايين من ماله الخاص “باش تزهى نتا”، الهدف الوحيد هو الربح، والربح المادي هنا يأتي من الشركات والمستثمرين لكي تعلم صديقي أن مهرجانًا كـ مهرجان تيفلت أو موازين أو كناوة… له أرباح نعم أرباح للمنظمين وكذلك للمجالس الجماعية وللمواطنين حيث تنتعش خزينة الهيئة المنظمة من الفائض الناتج من مزانية المهرجان، وكذلك الجماعات حيث تستقطب استثمارات بالمليارات عن طريق الإشعاع والشهرة بعد كل مهرجان ناجح، أما المواطنين فهناك رواج اقتصادي متنوع لأصحاب المقاهي والأكلات السريعة والتجارات الموسمية.

رجوعًا إلى من يقول كان أولى بناء مستشفى وإنقاذ الشباب العاطل من البطالة وإلخ.. أقول لك صديقي إذا زرت بعض المناطق في المغرب ستصلي ركعتين شكرًا لله على نعمته عليك أنك قريب من العاصمة وأن أقرب مستشفى جامعي لا يتعدى ساعة زمن من منزلك وأن أفخم المصحات الخاصة قرب باب منزلك، هناك مواطنين في الجبال أقرب مستشفى لهم يبعد 7 ساعات، أما أكبر نعمهم هي “غراف ديال الماء” الصالح للشرب، أما الشباب العاطل الذي ينتظر شركات قرب منزله فهذا ضرب من الخيال يا صديقي هناك شباب في العاصمة الاقتصادية وهي أكبر مدينة تحتوي على شركات كبرى، رمت بهم الأقدار في مدينة العيون أو الداخلة أو طنجة وهذه أرزاق وزعها رب العالمين على العباد، قبل البحث عن فرصة عمل، اشتغل على نفسك وطور من مهارتك وسوف تجد الشغل هو من يبحث عنك.

خلاصة القول.. نحن نعيش في مدن ليست وردية أو مدن الأحلام، نحن في المغرب وهذا بلدنا “صبون ديالنا نغسوله بيننا” لأن هناك أشخاص في الخراج يتنظرون الفرص من أجل قنص المكتسبات وتدمير كل ما تم الوصول إليه بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، إذا كان تفكيرنا بعيدًا عن الذات والأنانية الإصلاح يجب أن يبدأ من الفئات التي تعتبر هشة وفي مناطق بعيدة عن المجال الحضري وبعدها المناطق الحصرية وستكون النتيجة رابح رابح.. أما الفكر الأناني سيعود بنا إلى سنوات الظلام…

قد يعجبك ايضا

اترك رد