بعد البشر.. النيل يهدد أثار تارخية بالسودان

0

أكد مسؤول محلي سوداني وآخر فرنسي أن فيضانات النيل غير المسبوقة التي يشهدها السودان باتت تشكل تهديداً لمواقع أثرية يعود بعضها للقرن السادس قبل الميلاد.

ما قصة تلك الآثار التاريخية وإلى أي حد فعلاً قد يمحيها الفيضان؟

قال حاتم النور مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان أمس الثلاثاء إن الفيضانات العارمة التي يشهدها السودان حالياً تهدد موقعين يضمان أهرامات مروي ونوري الملكية وهما من أهم المواقع الأثرية في البلاد.

وأضاف حاتم النور إن الحمام الملكي في مروي، وهو حوض يمتلئ سنوياً خلال موسم فيضان النيل، معرض للخطر بسبب مستويات المياه غير المسبوقة، مضيفاً أن الفرق تعكف منذ أول أمس الاثنين على حماية الموقع من الغرق.

وقال النور إن المقابر الواقعة على عمق يتراوح بين سبعة وعشرة أمتار أسفل الأهرامات في مدينة نوري، التي تبعد 350 كيلومترا شمالي الخرطوم تضررت بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية.

وفي نفس الاتجاه ذهب مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو؛ إذ قال لوكالة فرانس برس الاثنين أنّ منطقة « البجراوية » الأثرية التي كانت في ما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهدّدة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.

وقال عالم الآثار الفرنسي إنّ مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال واستخدموا المضخّات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.

وبحسب خبير الآثار الفرنسي فإنّه « لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل ».

وإذ أكّد مايو أنّ « الوضع حالياً تحت السيطرة » حذّر من أنّه « إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتّخذة كافية ».

وأضاف أنّ مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل.

وتقع مدينة مروي الأثرية على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة الخرطوم.

وكانت مروي عاصمة أسرة كوش التي حكمت في مطلع القرن السادس قبل الميلاد.

وتضم أهرامات نوري مقبرة طهارقة، الذي حكم ما أصبح الآن مصر والسودان في القرن السابع قبل الميلاد.

وقال النور إن مقبرته أثراً تاريخياً لا يقدر بثمن. ومثلما هو الحال في مصر كان أفراد الأسر الملكية في السودان يدفنون في مقابر أسفل أهرامات.

وأسفرت الفيضانات في السودان عن مقتل ما لا يقل عن 102 شخص وانهيار أو تهدم عشرات الآلاف من المنازل حسبما أعلنت وزارة الداخلية.

ووفقاً لآخر بيان لوزارة المياه والريّ فقد بلغ منسوب النيل 17.62 متراً، وهو مستوى لم يسجّل منذ بدأت عمليات تسجيل منسوب النهر قبل أكثر من مئة عام.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور.

قد يعجبك ايضا

اترك رد