انقسام بمجلس الأمن حول الصحراء المغربية..وهذه اخر التفاصيل
مع اقتراب موعد عقد اجتماع مجلس الأمن الحاسم حول نزاع الصحراء المقرر عقده يوم 29 أبريل الجاري، بدأت تتضح الخلافات بين الدول الأعضاء بمجلس الأمن حول مضامين قرار مجلس الأمن الجديد، إثر انتهاء الولايات المتحدة الأمريكية من صياعة المسودته الأولى.
مصادر دبلوماسية قالت لمقوقع القناة الثانية إن “مجموعة أصدقاء الصحراء” بمجلس الأمن، والتي تتكون من “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا واسبانيا وفرنسا”، قد التأمت يوم الإثنين الماضي 15 أبريل الجاري بمقر الأمم المتحدة، من أجل التداول في مسودة القرار التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف نفس المصدر أن الإجتماع شهد خلافا حادا بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بشأن مدة تمديد ولاية بعثة المينورسو، إذ تصر الولايات المتحدة الأمريكية على التجديد لستة أشهر فقط للمرة الثالثة على التوالي، في حين تعارض فرنسا هذا المقترح وتطالب بالتجديد لمدة سنة كاملة.
وأشار المصدر الدبلوماسي، في تصريحه لموقع القناة الثانية، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عللت مقترها بالتجديد لمدة نصف سنة فقط بضرورة مواصلة الضغوط على الأطراف لمواصلة التعاون مع المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر قد التوصل إلى حل للنزاع.
وترى الولايات المتحدة الأمريكية أن التجديد لمدة ستة أشهر فقط سيمكن الملف من الحصول على الإهتمام اللازم من طرف أجهزة الأمم المتحدة، إذ سيتحتم عقد اجتماعين بمجلس الأمن حول نزاع الصحراء كل سنة، عوض اجتماع واحد كل سنة، وهو ما سيساهم في الإبقاء على الملف حاضرا على طول السنة داخل أروقة الأمم المتحدة، وفق نفس المصدر.
هذا المقترح ترفضه فرنسا بشكل قاطع، يقول مصدر القناة الثانية، وتشدد على ضرورة التجديد لمدة سنة كاملة، إذ تعتبر أن الوضع قد تغير عن ما كان عليه خلال اعتماد التمديد في أبريل 2018، وذلك باستئناف أطراف النزاع محادثاتهم من خلال اجتماعهم في جولتين حول طاولة مستديرة في جنيف في دجنبر ومارس الماضيين، برعاية الأمم المتحدة، وتحت إشراف مبعوثها الى الصحراء الألماني هورست كولر، وهو ما يستوجب حسب الرؤية الفرنسية إعطاء أطراف النزاع الوقت الكافي للانخراط في المحادثات دون ضغوط.
وترى فرنسا أن التمديد لسنة كاملة أصبح امرا ضرويا في هذه المرحلة من أجل فسح الحيز الزمني الكافي للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، هورست كولر ، للدفع بالعملية السياسية ، و كذا المتدخلين الأربعة بالملف للعمل بإيجابية فيما يخص تلك العملية .
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الإجتماع انتهى دون التوصل إلى اتفاق، مما جعل المجموعة تقرر أن تحذف الفقرة الخاصة بتمديد الولاية وإشراك باقي أعضاء مجلس الأمن في النقاش حول الموضوع، من أجل الحسم في مدة تجديد ولاية البعثة قبيل اجتماع مجلس الأمن الحاسم المرتقب يوم 29 أبريل الجاري.
وأكد مصدر دبلوماسي أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والممثل الدائم لألمانيا بمجلس الأمن كريستوف هوسجن الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، قد عقدا اجتماعا هاما مساء الثلاثاء، نقاش خلاله الطرفان عددا القضايا والأزمات الدولية المطروحة على أنظار المنظمة الأممية، ضمنها النقطة الخلافية بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية حول مدة تجديد ولاية بعثة المينورسو بالصحراء.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد تمكنت من فرض مقترحها بالتجديد لبعثة المينورسو لمدة نصف سنة فقط خلال الاجتماعي السابقين لمجلس الأمن اللذان انعقدا في أبريل 2018 وأكتوبر 2018.
ويرى المراقبون أن إصرار الولايات المتحدة على التجديد لمدة 6 أشهر فقط يعكس رؤية إدارة ترامب والتي كشف عنها مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، خلال حديثه عن الاستراتيجية الأمريكية في افريقيا، والتي عبر فيها عن استياء الإدارة الأمريكية من فشل العديد من البعثات الأممية المنتشرة في افريقيا في حل النزاعات، وعلى رأسها بعثة المينورسو في الصحراء، المنتشرة في الاقليم منذ 1991.
القناة الثانية