الولايات المتحدة تعد لحرب جديدة في أفغانستان

0

تناول المحلل السياسي دميتري نيرسيسوف قرار واشنطن إلغاء منصب المبعوث الخاص إلى أفغانستان وباكستان، وفسر ذلك بسعيها للإبقاء على الفلتان الأمني هناك.

ويؤكد الكاتب في مقاله، الذي نشر في الصحيفة الإلكترونية "برافدا. رو"، أن ذلك سيؤدي، في ظروف تفاقم الوضع السياسي والأمني وتزايد نشاط الحركات الإرهابية في أفغانستان، إلى تحويل البلاد مرة أخرى إلى بؤرة توتر، تهدد روسيا ودولا أخرى في المنطقة، ولا سيما أن الولايات المتحدة تريد الاستفادة من الوضع القائم للضغط معنويا وعسكريا على إيران ودول الجوار الأخرى.

ويوضح الكاتب أن ما يدفع إلى هذا الاستنتاج هو قرار البيت الأبيض مؤخرا، والذي يسمح للبنتاغون بنفسه بتحديد العديد المطلوب للقوات ومن دون إذن من رئيس البلاد. وإن كل هذا، بحسب رؤية المحلل، يكشف عن رغبة الولايات المتحدة في إطلاق يدها بالكامل بهدف القيام بأعمال عسكرية على الأراضي الأفغانية، من دون الالتفات إلى ديناميكية المفاوضات السياسية، التي تدار بمشاركة دول كبرى مثل روسيا والصين.

إقرأ المزيد مسلحو داعش يعدون للهجوم على تركمانستان وأوزبكستان

ويلفت نيرسيسوف الانتباه إلى أن موسكو أشرفت منذ عدة أشهر على المفاوضات بين أطراف النزاع الأفغاني – الحكومة في كابول وتنظيم "طالبان". وكان المبدأ الأساس لهذه المفاوضات بحسب نيرسيسوف، الإقرار بواقع أن الحكومة ليست متجانسة، ولا تملك القوة للقضاء على "طالبان"، وأن "طالبان" عاجزة عن الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها، وخاصة أنها مدرجة في قائمة الإرهاب الدولي؛ الأمر الذي يصعِّب أكثر عملية الاعتراف والتطبيع.

وعلى خلفية ما يحدث في البلاد، يشير الكاتب إلى دور "داعش" المتصاعد ومخاطر انتشارها في البلاد، ولا سيما أن "داعش" ترى في سلطة كابول و"طالبان" عدوتين لدودتين لها على حد سواء.

وفي ظل هذا الوضع، ترى روسيا، وفقا للمحلل السياسي دميتري نيرسيسوف، أن من الحكمة العمل على تقريب المواقف بين كابول و"طالبان"، التي هي ليست حركة سياسية ودينية بقدر ما هي حركة قائمة على أساس عرقي، وتمثل مصالح قبائل البشتون.

كما يشير الكاتب إلى دور إيران والصين في البحث عن تسوية سلمية في أفغانستان، حيث توصلت الصين مع كابول وإسلام آباد إلى اتفاق على آلية مشتركة لإدارة الأزمات. وذلك قبل يوم واحد من إغلاق مكتب المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان.

ويؤكد الكاتب أن ما أنجز حتى الآن على صعيد العملية التفاوضية يعدُّ تقدما كبيرا، ولو شاركت الولايات المتحدة في هذه المفاوضات بشكل بناء لأصبح هذا النجاح أكثر واقعية.

لكن واشنطن فضلت النأي بنفسها عن هذا المسار. ووقفت مرارا ضد الجهود الروسية الرامية إلى مشاركة "طالبان" في العملية التفاوضية، ووصل الأمر إلى حد اتهام الأمريكيين موسكو بتسليحها، وهم الذين صنعوا "طالبان".

ويختتم دميتري نيرسيسوف مقاله بالقول إن واشنطن بدلا من ذلك، راهنت على أدوات زعزعة الاستقرار واحتفظت لنفسها بزمام المبادرة لتخريب أي عملية سلمية في أفغانستان بموجب رؤيتها، وهذا ما يفسر إلغاءها مهمة المبعوث الخاص، وإن المستهدف الأساسَ من الإبقاء على الفلتان الأمني في أفغانستان هو إيران. وإن موقع أفغانستان جغرافيا ملائم جدا كقاعدة عسكرية تعمل ضد بلدان إيران، روسيا وبلدان آسيا الوسطى وضد منطقة شين جيانغ المسلمة في الصين.

ترجمة وإعداد: ناصر قويدر

قد يعجبك ايضا

اترك رد