الملك المغربي يفتتح السنة التشريعية بـ 6 توجيهات أساسية
أخبارنا المغربية :ياسر أروين
افتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس، السنة التشريعية الجديدة بخطاب توجيهي أكثر منه انتقادي كما دأب على ذلك في الخطابات الأخيرة، حيث خالف الملك جل التكهنات التي كانت تسير في طرح أن الخطاب الملكي اليوم سيكون نقديا.
وما لفت الإنتباه أن الملك كان بلحية وجلباب أبيض وتم تلاوة آيات من القرآن قبل بداية خطابه التوجيهي، مما أضفى على الخطاب الرمزية الروحية/الدينية التي تجعل كل مضامينه التوجيهية نابعة من إيمان عقائدي قوي لا يترك مجالا للشك للمتلقي في صدقية ما جاء فيه، حيث حضر الملك بصفته أميرا للمؤمنين أكثر من كونه رئيسا للدولة، وهو المطلوب من وجهة نظرنا في هكذا ظروف…
وركز الملك في خطابه اليوم على 6 توجيهات/ركائز أساسية، تبدو لنا أنها مفاتيح جميع الحلول الملكية المقترحة:
أولا:الملك أنموذج وجب الإحتذاء به
فعندما يقر الملك المغربي، بأن تحركاته ومراقبته الدقيقة للأوضاع بالبلاد وخدماته لشعبه، تأتي في إطار إعطاء العبرة لكل من يتحمل مسؤولية تسيير الشأن العام، فهذه رسالة واضحة (من وجهة نظرنا) لكل المسيرين للسير على نهجه.
ثانيا:تغيير العقليات
وفي هذه النقطة بالذات، أشار الملك بكل وضوح إلى ضرورة تغيير العقليات، ليستطيع المغاربة العيش بكرامة كما قال جلالته.
ثالثا:الوطن للجميع
وهنا يحسم الملك أي نقاش مستقبلي حول الأقليات أوالقبليات بالمغرب، ليٌعلم الجميع أن الوطن يسع جميع المغاربة بكل تنوعاتهم الدينية والثقافية…ولينتزع أي نزعة انفصالية قد تتأثر بالمحيط الدولي من مهدها.
رابعا:إمكانية خلق زلزال سياسي إن تطلب الإصلاح ذلك
نظن أنها إشارة واضحة للجميع سواء بالداخل أو الخارج، مفادها أن المؤسسة الملكية لا تخاف أي زلزال سياسي، بل من الممكن أن تتخذ هي (المؤسسة الملكية) البادرة وتحدث زلزالا سياسيا إن تطلب الأمر ذلك في إطار إصلاح الأوضاع وتغيير ظروف المغاربة نحو الأفضل.
خامسا:ضرورة التركيز على القطاعات الحيوية مع تطوير المبادرة الوطنية
كعادته، فضل الملك التركيز على القطاعات الحيوية من تعليم وقضاء وشغل، معتبرا أنها يجب أن توفر وفي إطار الكرامة للمواطنين المغاربة خصوصا منهم الشباب، معتبرا أن المنظومة الماضوية قد فشلت ومشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة تطوير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لتكون قادرة على تحقيق آمال وطموحات الشباب المغربي بكل فئاته ومستوياته، دون أن يغفل جلالته التفاوت الطبقي والمجالي الذي يجب محاربته بالمغرب خصوصا في الأحياء والمناطق الفقيرة.
سادسا:انتقاد المرحلة الماضية وعدم التساهل مع المُقصرين في أداء واجبهم
هذه النقطة التي آثارها العاهل المغربي، كانت من وجهة نظرنا رسالة مشفرة للاعبي المشهد السياسي والمسيرين الكبار بالمغرب، بأن رأس الدولة غير راض على تدبير مفاصل الحياة السياسية من تشكيل للحكومة وطريقة تصريف أعمالها…من جهة، ومن جهة أخرى تحميلهم المسؤولية عن ما وقع من قلاقل اجتماعية بالعديد من مناطق المغرب بما في ذلك أحداث الريف، حيث أكد الملك أنه لن يتهاون في معاقبة أي مقصر في أداء الواجبات المنوطة به، وهو أمر مربوط من وجهة نظرنا بتقرير لجنة التحقيق والمجلس الأعلى للحسابات فيما يتعلق بملف الريف وكل الملفات العالقة بالمغرب.