المراكشيين بين مطرقة كورونا و سندان الأزمة الاقتصادية الخانقة

0

بقلم الصحفي عادل ايت بوعزة

كل من يهوى التخمينات ، يضرب بين الفينة و الأخرى الأخماس في الأسداس ، و يظن انه محظوظ في الرهانات ، لزم الصمت و لسان حاله يقول :” ما هذا .. يا هذا ! ” .

لا احد في مراكش كان يتوقع ما وصلنا إليه في مواجهتنا لفيروس كورونا ، فكانت أقصى التقديرات و التي كانت تعتبر مبالغة تقول :”بأن الفيروس سيرهن احلامنا الى ما بعد العيد الاضحى “، و الحال انني اكتب هذا المقال بعد خمسة عشر يوماً على هذا التقدير ، و الحالات في تزايد مستمر و قياسي ، و كل ما فعلناه كان خاطئا ، فسواء كان القرار في تقدير رئيس الحكومة أو وزير الداخلية او الصحة او الوالي و العامل او الباشا او هم جميعاً ، فالحقيقة أن لا أحد جنبنا ” الكارثة ” الوبائية و ” الكارثة الاقتصادية “، فمهما كان المسؤول عن واقع الحال فيجب محاسبته للأسباب التالية :

1/ ان قرار الحجر الصحي المعلن في شهر مارس ، تجاوبنا معه بروح من المسؤولية و الوطنية ، على الرغم من غرابته على حياتنا اليومية ، بل و اعتبرنا جميعاً أن ذلك سيجنب البلاد ما وصلت إليه اليوم .
2/ قد كان من الملاحظ منذ الوهلة الأولى أن تطبيق الحجر يستعصي على السلطات و ظهرت بعض المشاكل في تدبير القرارات المرافقة ، بدايةً من رخصة التنقل و الى التنزيل الفعلي للقرار خصوصاً في الصباح الباكر .
3/ كان قرار التخفيف رحيماً بالمغاربة ، و ساهم في تجاوز الاثار النفسية للحجر ، لكن ضعف مواكبة التخفيف و مراقبته و تنزيله الأمثل على أرض الواقع ، نتج عنه إحساس مجتمعي بأن المغرب تجاوز بالفعل المحنة و ما هي إلا أيام و سيعلن الختام .
4/ مع إرتفاع عدد الإصابات مرة أخرى عجزت الحكومة عن التفكير في حلول حقيقية للأزمة ، حتى رأينا المواطنين يفترشون أرصفة الأزقة أمام المستشفيات ، و رأينا العجز الطبي عن التجاوب مع تزايد الحالات ، كما رأينا قرارات إرتجالية هنا و هناك لا تفيد القضية شيئاً .

يسألني صديق ، أين نحن مما يقع ، و ماذا يقع أصلا؟ .

هل في مدينتي من يملك تصوراً لنهاية الأزمة و حلولاً للأبعاد الاجتماعية و الاقتصادية ؟

هل في مدينتي من يعرف شيئا عن التغيرات التي طرأت على البروتوكول العلاجي ، مع العلم ان اخر بلاغ لوزارة الصحة يفيد بأن جميع المصابين سيعالجون حصرياً في بنجرير و بنسليمان ؟

لكننا نعرف ، من خلال الفايسبوك و من خلال التسريبات و بعض المعلومات ، و نعرف أن وزارة الصحة تختنق ، و نعلم ان المسؤولين عاجزين عن إيجاد حلول للوضعية الحالية ، لكننا في المغرب و لا احد يريد تحمل مسؤولية ما يقع ، فبقي المراكشيين بين مطرقة فيروس كورونا و سندان الأزمة الاجتماعية ،و خُيِر أبناء مدينتي بين خيارين سيئين ، الجوع او الوباء ! .

نعم الجوع ام الوباء .. ام هما معاً …ذلك على الاقل ما وصلنا إليه اليوم ، و قد يكون الغد أسوء.

في النهاية قد يأتي خبر اللقاح من المشرق او المغرب ، لكن هذه الأزمة علمتنا بالفعل ان بعض المسؤولين لا مكان لهم في مستقبل المغرب … لكن ذاكرتنا كما نحن ضعيفة جداً

قد يعجبك ايضا

اترك رد