مابريس / هند جديرة (عدسة: نورالدين الشضمي)
أولى الرسائل التي جاءت في التقرير السياسي الذي عرضه الامين العام المنتهية ولايته محمد نبيل بنعبد الله، أكد خلالها الحزب تشبثه بالمرجعية التأسيسية، التي بمقتضاها برز الحزب، في شكله الأول كحزب شيوعي مع الراحل علي يعتة، حيث أكد بنبعد الله على أن الحزب “أقوى مما استهدفه من قمع ومنع، ليظل حزبا وطنيا، يساريا، اشتراكيا، تقدميا، حداثيا وديموقراطيا”، مضيفا أنه “حزب مرتبط بالطبقات والفئات الكادحة والمستضعفة، وبمنتجي الثروات المادية والفكرية”.
في لغة لم تخل من تحد قال نبيل بنعبد الله إن حزبه”كل المحاولات التي استهدفتنا باءت بالفشل الذريع، حيث لا نزال نحافظ على الفريق دون أن نحيد عن مبادئنا وتوجهاتنا”، يقول بنعبد الله الذي وصف “قرار مشاركة حزبه في حكومة ما بعد انتخابات 25 نونبر 2011، قرارا صعبا وجريئا، انبنى على منطلقات موضوعية من بينها الحرص على مواصلة أوراش ومنجزات الحكومات السابقة التي كنا فيها جميعا”.
“تعرض خلال الانتخابات التي أفرزت تحالفه مع الإسلاميين لمضايقات شتى حتى لا أقول لحرب شعواء”، على حد قوله، معتبرا أنه رغم “شراسة المعركة وحِدّة المواجهة تمكن الحزب من تكوين فريق نيابي، ضدا على كل المعاكسات والمناورات الرامية إلى حرماننا من هذا الحق، خاصة خلال السنتين الأوليين”.
الأمين العام لحزب الكتاب، أعرب أيضا عن يقينه بأن المصلحة العليا للوطن والشعب تقتضي حشد كل الإمكانات من أجل إنجاح التجربة الحكومية، مؤكدا “أننا حزب لم يراهن أبدا على تردي الأوضاع وتأزمها وإنما يعول على تطوير المسلسل الإصلاحي في ظل ظرفية دولية وإقليمية شديدة التعقيد ومتعددة التحديات، وتتطلب من الفاعلين السياسيين قدرا هائلا من بعد النظر وروح المسؤولية، مرجحين مصلحة البلاد على أي اعتبار آخر”.