الغلوسي: موت شباب تادلة الباحثين عن الفردوس الأوروبي صرخة في وجه تجار الانتخابات الذين يوزعون الأموال والوعود الكاذبة على المغاربة
يخيم حزن كبير على صفحات التواصل الإجتماعي الفيسبوك التادلاوية، وذلك بعدما وردت أخبار،السبت، عن انقلاب قارب في البحر يحمل مجموعة من الشباب الحالمين بالفردوس الأوروبي.
ولفظ البحر ثمانية عشرة جثة لشباب من تادلة كانوا على متن قارب مطاطي وانقلب بهم جميعا دون أن يعودوا لأسرهم ودون أن يحققوا حلمهم في الوصول إلى الضفة الأخرى بحثا عن لقمة العيش.
وتقدم محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، بأحر التعازي لأسر الضحايا في وفاة هؤلاء الشباب ضحايا لقمة العيش.
وذكر محمد الغلوسي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” ،أن غرق هؤلاء الشباب حدث في الوقت الذي يستتمر فيه سماسرة وتجار الإنتخابات في توزيع الأموال والوعود الكاذبة ،وعود بمحاربة الفقر والبطالة والرفع من نسبة النمو وجعل البلد وأهله في النعيم ،جباههم ووجوههم في ملصقاتهم وصورهم تقول كل شيء عنهم وتفضح جبنهم ولصوصيتهم ،سيرهم الذاتية في سجلات الأمن والضريبة والمحافظة العقارية والأبناك وخزائنهم التي دفنوها بمنازلهم تفيد أنهم جعلوا من السياسة والإنتخابات وسيلة لإمتصاص دماء البسطاء والإجهاز على مقدرات وخيرات الوطن ،لصوص مال عام ومفسدون يتقنون جيدا اللعبة ويرمون “العار” ويقسمون ب”البزولة” التي إعتاودا على حلبها بشكل مستمر وليس “بزولة” الأمهات التي رضعنا منها الوفاء والشهامة والصدق”.
وأضاف الغلوسي في تدوينته، أن “موت هؤلاء الشباب بهذه الطريقة التراجيديا يعتبر صرخة في وجه هذه الوجوه الصدئة والمتكلسة ،موت يشكل فضحا لشعاراتهم ووعودهم الزائفة والمضللة” واصفا إياهم بـ “لصوص في واضحة النهار في جرم مشهود عبر حملة إنتخابية هي عبارة عن حفلة تنكرية يلعبون خلالها كل الأدوار ويظهرون للجميع أنهم جزء من هذا المجتمع وهمومه ومشاكله ويحرصون يوميا خلال هذه الحملة (الحفلة التنكرية) على ممارسة كل الطقوس التي توحي بذلك ،هاتفهم لايتوقف عن الرنين في إنتظار إنتهاء الحملة لتغيير الرقم والإنتقال إلى الهموم الحقيقية التي تسكنهم ،هموم مراكمة الثروة ونسج شبكات من العلاقات التي تسهل لهم السطو على العقار والمال”.
ودعا الغلوسي الناس أن يقطعوا الطريق على مصاصي الدماء وأن يفضحوا أساليبهم وأن لايرضخوا لابتزازهم ،على البعض أن لايقبل ببيع كرامته ومصيره مصيرنا جميعا بدراهم مذلولة ،علينا أن نختار عن قناعة ووعي ومسوؤلية الأشخاص الذين يستحقون ثقتنا من خلال برامجهم وذممهم وسيرهم الذاتية ،الأشخاص الذين يناضلون من أجل مجتمع الحرية والكرامة والعدالة وضد الفساد والريع والرشوة.