العرب ضد العرب. خبيرة – عن أسباب اعتبار قطر دولة مارقة
التقت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" المستعربة يلينا سوبونينا، واستوضحتها عن أسباب قطع عدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
تقول سوبونينا:
Sputnik يلينا سوبونينا
كانت العلاقات بين المملكة السعودية ودولة قطر متوترة خلال السنوات الأخيرة، لكنها لم تصل إلى ما هي عليه اليوم. ولكن لماذا حصل هذا؟ هنا تجدر الإشارة إلى أن ذلك حدث بعد مضي بضعة أيام على انتهاء جولة الرئيس الأمريكي ترامب في المنطقة.
لقد أطلق ترامب في قمة الدول الإسلامية، التي عقدت في الرياض، تصريحات شديدة اللهجة ضد إيران التي تناصبها المملكة السعودية العداء. وهذه التصريحات وغيرها شجعت العائلة السعودية الحاكمة، وكانت إشارة إليهم للإعداد للمواجهة لاحقا مع إيران. وبالطبع لم تدعم هذا النهج جميع الدول العربية؛ لأن بعضها يخشى أن يؤدي تشديد الخطابات المعادية لإيران إلى نشوب نزاعات مسلحة في المنطقة. وكان هذا موقف قطر والكويت أيضا. لذلك أعتقد أن سبب هذا الوضع ليس اتهام قطر برعاية الإرهاب، بل علاقاتها مع إيران. وهنا يمكننا القول إن ترامب لعب دورا في ذلك.
CNN Arabic دونالد ترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية
فهل يعني هذا أن اتهام قطر برعاية المتطرفين ليس صحيحا؟
تقول المستعربة الروسية إن اتهام قطر بصلاتها بالتنظيمات الراديكالية، التي تعدُّها السعودية ودول عربية أخرى إرهابية، قد يكون له أساس. بيد أن السعودية لا تنوي تغيير النهج السياسي لقطر، لكن العلاقة الشخصية السيئة بين أمير قطر والعائلة السعودية الحاكمة بلغت درجة بالغة الحدة.
وتعتقد سوبونينا أن الكويت وسلطنة عمان ستلعبان دور الوسيط في هذا النزاع في محاولة منهما لإخماده. ولكن الكثير يتوقف على ترامب. فإذا استمر في نهجه بشق الشرقين الأدنى والأوسط والضغط على إيران، فإن ذلك سيؤدي إلى ليس فقط تقسيم المنطقة بين إيران والدول العربية، بل وإلى تقسيم العالم العربي. وبالمناسبة، فقد وقعت مواجهات مسلحة على الحدود بين قطر والسعودية سابقا. أي أن وقوعها حاليا ليس مستبعدا على خلفية هذه الأوضاع ليس فقط بين إيران والبلدان العربية، بل وبين الدول العربية نفسها. وبالطبع سيؤدي هذا إلى إضعاف محاربة الإرهاب ويمنع التوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات الحالية في سوريا واليمن. وهذا رهان خطير.
والشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره إيجابيا، هو عدم تمكن الولايات المتحدة من تشكيل "ناتو عربي" تكون أساسه ملكيات الخليج في هذه الظروف.
ترجمة وإعداد: كامل توما