العاهل الإسباني يشيد بمستوى الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد
أشاد الملك فيليبي السادس، عاهل المملكة الإسبانية، بمستوى الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا في الأشهر المنصرمة، على ضوء العلاقات المتميزة في كل المجالات منذ توقيع خارطة الطريق بالقصر الملكي بالرباط بعد نهاية الأزمة الدبلوماسية التي دامت سنة ونصف سنة.
وقال الملك الإسباني، في ختام المؤتمر السابع لسفراء إسبانيا المعتمدين لدى دول العالم، أمس الثلاثاء، إن “المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية ستتيح لنا بناء ركائز شراكة أكثر صلابة وقوة من السابق، وهو ما ينبغي أجرأته كذلك على طبيعة العلاقات السياسية مع البلدان المغاربية الأخرى”.
وأضاف أن “العلاقات البينية مع الدول المغاربية الأخرى يجب أن تكون مبنية على أسس الاحترام المتبادل على غرار الشراكة مع المغرب، من خلال احترام مجالات السيادة الوطنية للدولة، والامتثال كذلك للاتفاقيات الثنائية، ونهج قيم التعاون الحقيقي”، في إشارة إلى الجزائر التي تريد التدخل في السيادة الداخلية للجارة الشمالية.
وأوضح الملك الإيبيري أن “إسبانيا لها شركاء وحلفاء مهمين في الضفة الجنوبية”، في إشادة غير مباشرة بالمملكة المغربية، معتبرا في هذا الصدد أن “العلاقات مع دول الجنوب تسهم في ضمان أمننا وازدهارنا، ليس فقط داخل إسبانيا، بل في كل أرجاء الاتحاد الأوروبي”.
كما سلط الضوء بهذه المناسبة على أهمية القارة الإفريقية ضمن خطط مدريد في المستقبل، داعيا إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية لزيادة عدد السفارات والقنصليات الإسبانية بدول “القارة السمراء”، بالموازاة مع زيادة الروابط المؤسساتية معها على مختلف المستويات.
لذلك، أعلن الملك فيليبي السادس عن زيارته إلى دولة أنغولا، في أول زيارة له إلى دولة إفريقية جنوب الصحراء منذ توليه العرش، مبرزا في هذا السياق أن “إفريقيا قارة شاسعة من الناحية الجغرافية لكنها مليئة بإمكانيات هائلة للتعاون الاقتصادي رغم الاحتياجات الاجتماعية القائمة حاليا ببعض المناطق”.
وانطلاقا من ذلك، أكدت الكلمة الختامية لملك إسبانيا لمؤتمر سفراء إسبانيا، حسب ما نشرته وكالة “أوروبا بريس” للأنباء، أن “قصر المونكلوا أعرب عن رغبته في نسج علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية مع بلدان القارة الإفريقية، بما من شأنه تحقيق المصلحة المشتركة بين البلدان المعنية بالشراكة”.
وبخصوص الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في منتصف عام 2023، أفاد المصدر عينه بأن “المسؤولية ستظهر للعالم ديناميكية المجتمع الإسباني داخل القارة الأوروبية”، مردفا بأن “مدريد تتوفر على طاقم دبلوماسي متميز يقوم بأدوار سياسية محورية بكل بلدان العالم، ما جعل من إسبانيا بلدا فريدا من نوعه في القارة العجوز”.