الصين تحتفل بالانتصار على كورونا بعد تسببها في كارثة عالمية

0

يبدو أن الصين قد انتصرت على معركتها الشرسة ضد فيروس كورونا التاجي (كوفيد-19)، وكذلك في الحصول على دور ومكانة عالمية أيضا بعد استعانة عدة دول بخبراتها في محاربة الفيروس واستيراد المعدات اللازمة منها.

ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد احتفلت الدولة صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، بمعركتها ضد الفيروس التاجي، الذي كان منشأه مدينة ووهان الصينية منطلقا منها إلى العالم بأكمله ليعد السبب في أسوأ مرض يعاصره البشر منذ حوالي قرن كامل.

ترجع بداية انتشار فيروس كورونا إلى سوق الحيوانات المذبوحة في مدينة ووهان الصينية، حيث تباع هناك كل الحيوانات البرية الموبوءة مثل الثعابين، الخفافيش، وحيوان البانجولين المهدد بالانقراض، والتي يتم بيعها كمواد غذائية، الأمر الذي قد يبدو مختلفا عن العادات الغذائية لباقي شعوب العالم، والذين رغم حرصهم على جودة الطعام والابتعاد عن التلوث إلا أنهم لم يسلموا من شرور المرض القاتل.

الصين أيضا تعد المسئول الأول عن انتشار الفيروس، نظرا لتجاهل السلطات الصينية لكل ما قاله الأطباء في ديسمبر الماضي من وجود فيروس غامض، وعلى الرغم من مخاطره إلا أنهم لم يتخذوا احتياطات الأزمة وخرج أكثر من نصف مليون صيني إلى كل بلاد العالم حاملا معه الفيروس، لتتشكل بؤر جديدة لـ كورونا في معظم بلاد العالم.

التأخير والخداع المرتبط بأصول تفشي المرض يكبد العالم مئات الأرواح الذين يموتون في كل دقيقة، في الصين وخارجها، فوفقا لتقرير استخباراتي أمريكي جديد تم تسريبه هذا الأسبوع أدى إلى مشادة بين البلدين، فإن الصين ما زالت لا تقول الأعداد الحقيقية للإصابات والوفيات.

وبينما تكافح باقي دول العالم هذا الوباء، فإن النجاح النسبي التي حققته الصين يعد مذهلا، وهناك أسباب لهذا النجاح أبرزها استخدام النظام الإجباري للحجر المنزلي الإلزامي، والإجراءات القاسية الأخرى مثل تعقب الهواتف المحمولة، والكاميرات تحت الحمراء لقياس درجة الحرارة، وبرامج التعرف على الوجه التي تعمل على وقف انتشار الوباء.

لتعود بهذا الاحتفال، الحياة في الصين إلى طبيعتها حيث يتم رفع الحظر المفروض سواء كان كليا أو جزئيا، ويسمح بالتنقل بين المدن، فيما بدئت المصانع في الإنتاج وتخزين البضائع مجددا.

وطرح خبير آسيوي يدعى كيشور محبوباني كتابا جديا عن الأزمة الحالية بعنوان “هل انتصرت الصين؟”، واعتمد فيه على تحليل المشهدين في الصين والولايات المتحدة، خاصة أن الصين أثبتت فعاليتها وتفوقها على الولايات المتحدة، التي فشلت حتى الآن بكل الطرق في استيعاب الفيروس المعدي.

وعودة الحياة في الصين إلى طبيعتها في ظل الركود الذي يجتاح العالم يدفع العديد من المفكرين والخبراء في أنها ستصبح الدولة الأولى، خاصة أنها توفر سلعا رخيصة وتصدرها للعالم بأكمله، وهو الأمر الذي لم تستطع أي دولة أخرى النجاح فيه، وكما يقول تشارلز بارتون، الذي عمل في السابق مراقب الصين في الحكومة البريطانية: “ليس لدينا استراتيجية للتعامل مع الصين.. لكن الصين لديها استراتيجية للتعامل معنا”.

,

اترك رد