الخبراء عن اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب
نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مقالا بقلم فيتالي تسيبليايف عن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والأمريكي في هامبورغ، وتوقعات الخبراء الروس حيال نتائجه.
كتب تسيبليايف:
تميزت الفترة، التي سبقت الإعلان عن الاتفاق على لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في هامبورغ، بالفضائح والمكايد. فقد جرت محاولات في الأشهر الأخيرة لإمساك ترامب بالجرم المشهود في "علاقاته الخطيرة" مع موسكو، والتي يُدَّعى حدوثها في أثناء فترة حملته الانتخابية. الأمر الذي اضطر الرئيس الجديد إلى نسيان نياته بشأن "إصلاح ذات البين" مع بوتين، كما وعد بذلك قبل انتخابه رئيسا للبلاد. وعلى العكس من ذلك، بقيت مسألة خفض العقوبات ضد روسيا معلقة، واليوم يبذل الكونغرس كل ما في وسعه لإجبار البيت الأبيض على تشديد العقوبات ضد روسيا.
ولكن، وعلى الرغم من كل ذلك، تغلب العقل السليم، وسيلتقي الرئيسان على هامش قمة العشرين في هامبورغ، ولا سيما أن مشكلات كثيرة تراكمت في العلاقة بين البلدين، وبالتالي أصبح من الضروري التحادث بالتفصيل، وليس "على الواقف".
وقد سألت الصحيفة خبراء روسا عن النتائج التي يمكن أن يتمخض عنها هذا اللقاء:
يقول قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد، إن "الجانب الروسي دعا مرارا إلى إنجاز تحضيرات مشتركة لكي يكون هذا اللقاء ناجحا وفعالا، ولكن هذه الدعوات بقيت من دون استجابة".
ويعتقد كوساتشوف أن "الرئيس الأمريكي يخشى العواقب السليبة، التي سيتمخض عنها هذا اللقاء من حيث رد فعل خصومه في داخل الولايات المتحدة، وخاصة أن الخطوط الحمراء، التي وضعت لتقييد حركته، كثيرة جدا. لذا هناك شعور بأن من الأسهل عليه التضحية بمصالح العلاقات الروسية–الأمريكية، بدلا من الدخول في حرب أخرى مع خصومه في الكونغرس". إلى ذلك، يرى قسطنطينكوساتشوف أن "هذا اللقاء الأول بين الزعيمين لن يكون طويلا أو ذا مضمون غني. ولكنه في أقل الأحوال سيتيح الفرصة للتعارف الشخصي – وهذا شيء جيد، بل ومن الممكن أن يتفقا على التحضير للقاء متكامل".
أما فلاديمير لوكين، عضو مجلس الاتحاد، سفير روسيا لدى الولايات المتحدة (1992-1994)، فيعتقد أن "كل ما حدث في الأشهر الأخيرة في سياسة الولايات المتحدة الداخلية سوف يترك أثره على هذا اللقاء". وقال: "سوف أصاب بالدهشة في حال مناقشة الطرفين قضايا العلاقات الروسية–الامريكية". ويرى فلاديمير لوكين أن "هذا اللقاء سيتضمن حديثا تعارفيا، ولكنه ذو أهمية من حيث الانطباع الذي سيتركه كل جانب عن الآخر".
من جانبه، أكد أندريه ريابوف، رئيس تحرير مجلة "الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية"، كبير الباحثين العلميين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية باسم يفعيني بريماكوف لدى الأكاديمية الروسية للعلوم أن "هذا اللقاء لن يفرح ولن يحزن، وأن ترامب على الأرجح لن يكون قادرا على القيام بأي خطوات من شأنها فتح فرص جديدة للتعاون بين البلدين". وأعرب ريابوف عن اعتقاده بأن "الكرملين يتفهم جيدا الوضع الصعب، الذي يعيشه الرئيس الأمريكي، ولذا لا تنوي موسكو تأزيم العلاقة أكثر بسبب القضايا المختلف عليها مع الولايات المتحدة".
وأضاف أندريه ريابوف أن "من الصعب التكهن إلى متى سيستمر هذا الوضع المتأرجح، الذي يمكن أن يميل إلى أي جهة: نحو التفاقم والتصعيد الحاد بسبب حادث في سوريا مثلا، أو على العكس من ذلك في اتجاه التحسن".
ترجمة وإعداد: ناصر قويدر