قضتْ غرفة الجناية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، الثلاثاء، بإدانة 17 ناشطاً من حراك الريف، على خلفية المشاركة في احتجاجات شهدتها بلدة سيدي بوعفيف التابعة لإقليم الحسيمة (حوالي 15 كلم)؛ تنديداً بالأحكام الصادرة في حق المعتقلين القابعين في سجن “عكاشة”. وبلغ منطوق الأحكام 50 سنة.
ووفقاً لما نقله المحامي عبد المجيد أزرياح، في تصريح لهسبريس، فإنَّ الأمر يتعلق بكلٍّ من عاشق أزواغ وهشام الدوائيري وأناس بلحاج وعصام الحدوشي، الذين حكموا بالسجن لمدة أربع سنوات؛ فيما تمّت مُتابعة هشام أقروش بست سنوات سجناً نافذا، إثر مشاركتهم في الاحتجاجات التي شهدتها بلدة سيدي بوعفيف.
ونقلت مصادر من الحسيمة أن كريم أزلاوي وأمين حميش ومحمد (الروبيو) ومحمد البوشعيبي وجمال بنعيسى وحكيم بنعيسى وإبراهيم بنعيسى صدر في حق كل واحد منهم حكم بالحبس لمدة 3 سنوات.
وأوضح عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين الريفيين أن “هؤلاء الموقوفين جرى اعتقالهم بعد الأحداث التي شهدتها بلدة سيدي بوعفيف يوم 26 يونيو الماضي، احتجاجاً على الأحكام الصادرة في حق رفاق الزفزافي”، مشيراً إلى أن “التهم تتعلق بوضع متاريس في الطريق العام ورشق القوات العمومية بالحجارة وإهانة منظمة قانونية”.
وقالَ الناشط الريفي خميس بتكمنت إنَّ أحكام اليوم “لا يمكنُ وصفها إلا بأنها مجزرة قضائية جديدة تقطع الطريق عن انتظار أي منعرج إيجابي في تعامل السلطة مع حراك الريف”، وأضاف: “هذه الأحكام واهية في حق الأبرياء، ووصل مجموعها إلى نصف قرن”.
وزادَ المتحدث ذاته: “هذه الأحكام تُبين بالملموس أن نهج لي الأذرع والتطويع مستمر، إذ إن الشاهد الذي شهد ضد المحكومين تراجع عن شهادته وأعلن أمام المحكمة أنها كانت تحت ضغط الشرطة لـ”إغراقهم””، مشيرا إلى أنَّ “هناكَ شجبا كبيرا لما حدث اليوم، خصوصا أن تسع سنوات تم تفريقها على ثلاثة إخوة، وأن المحكومين مشهود لهم بحسن الخلق ونقاء السريرة والتمسك بسلمية الحراك”.
ونقلَ ناشط آخر من إمزورن آثر عدم ذكر اسمه أنَ “ما يفوق ألف سنة سجنا نافذا تم توزيعها على معتقلي الحراك ظلما وعدوانا في محاكم الحسيمة”، وأضاف: “لن يعود بإمكاننا في المستقبل تصديق أي حديث عن المصالحة أو جبر الضرر، فسنوات الرصاص، التي وعدنا بنهايتها، لازالت قائمة، نشاهدها في المحاكم، في طريقة التعامل، في شتمنا، في تعذيبنا، في تلفيق التهم المجانية لنا”.
وعن تفاصيل المُحاكمة وكواليسها أوضحَ الناشط الريفي أن “محاكمة اليوم شهدت الحكم على شخص لشهادة الزور بـ6 أشهر سجنا، وكان قد شهد على الشباب بأنهم كانوا يرشقون الأمن بالحجارة، وفي هذه الجلسة اعترف أمام القاضي بأنه لم يرَهم إطلاقا يرمون الشرطة بالحجارة”، وزاد: “كل ما في الأمر أن شهادته جاءت بسبب ضغط وتهديد من طرف السلطات الأمنية التي تبتزه لأسباب تحفظ عن ذكرها”.
هيسبريس