الحزب الشعبي يطالب بإقالة عاجلة لوزيرة الخارجية الإسبانية
تعاني الحكومة الإسبانية من معارضة داخلية قوية، لكيفية تدبيرها للأزمة الديبلوماسية مع المغرب، ولإقدامها على استقبال زعيم مرتزقة البوليزاريو بطريقة غير قانونية، بل والسماح له مجددا بالخروج منها، دونما أي متابعة أو منع من السفر، إحقاقا لشكايات عدد من ضحايا الجلاد إبراهيم غالي، منهم إسبان ومواطنين صحراويين.
بعد أقل من تسع ساعات على مغادرة المدعو إبراهيم غالي لإسبانيا، منسلا في جنح الظلام على متن طائرة خاصة اكترتها له الحكومة الجزائرية، وهي تابعة لشركة فرنسية، عاد زعيم الحزب الشعبي المعارض، تيودور غارسيا، لينتقد حكومة بلاده، بل ويجدد طلبه بضرورة استقالة وزير الشؤون الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، بشكل عاجل.
ووصف تيويدور ما حدث وما قامت به الحكومة ووزيرة خارجيتها، بكونها “مخجلة” و”غير واضحة”، وأن طلبهم الإستقالة هو نتاج التدبير الحكومي “الكارثي” للأزمة مع المغرب و”الضبابية” التي رافقت دخول وخروج زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي لبلادنا”، يقول المسؤول الإسباني..
في ذات السياق، ذهب تيودور غارسيا إيجيا، الكاتب العام للحزب الشعبي، خلال لقاء له صبيحة يوم الأربعاء، على القناة الرسمية الإسبانية ” TVE” حيث أكد بدوره قائلا: “على وزيرة الخارجية أن تستقيل على الفور”، متهما غونزاليس لايا بإحداث “أزمة دبلوماسية من الدرجة الأولى” مع المغرب. مضيفا أن “الحكومة أثبتت أن لها ثقلًا صفريًا في السياسة الخارجية” ، وهو أمر تم التحقق منه في “الإدارة” مع الجار الجنوبي المغرب.
وردا على سؤال حول إقامة زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا، ومغادرته إلى الجزائر في أولى ساعات صباح الأربعاء، أكد غارسيا إيجيا أن وزيرة الخارجية “نجحت مرة أخرى في التعتيم”. ولهذا السبب قال إن الوزيرة “يجب أن تستقيل بسبب الإدارة الكارثية لهذا الأمر”.
وخلف دخول وخروج إبراهيم غالي بتلك الطريقة لإسبانيا ردود فعل قوية داخل شبه الجزيرة الإيبيرية، وأظهرت عدة مقالات وتعليقات وتحليلات لمسؤولين سابقين، وكذلك لبعض قيادات المعارضة، خاصة الحزب الشعبي، رفض ما حدث، متهمين الحكومة بسوء تدبير الأزمة بشكل كلي، وأنهم يفقدون حليفا استراتيجيا ومهما، نتيجة تصرفات “رعنة” لبعض أعضاء الحكومة، هاته الأخيرة، التي تخضع في الغالب لضغوطات الحليف الراديكالي بوديموس، المعروف بعدائه للمغرب ولقضيته الوطنية.
الإرتباك الكبير الذي ظهر في تدبير الأزمة منذ البداية، كشف عنه محللون وقيادات مسؤولة بإسبانيا، رغم تحالف غالبية المنابر الإعلامية لدعم موقف حكومتهم، في بلد معروف بديموقراطيته، إلا أن بعض الأقلام المسمومة سارعت كما هي العادة لإذكاء نيران الحقد اتجاه المغرب، دونما مراعاة للوضع الإعتباري للبلد الجار، الذي اشتغل منذ سنوات لأجل حماية إسبانيا ومن خلالها أوروبا من الهجرة الغير الشرعية والإرهاب، دون مقابل يذكر.