الجيش المغربي يكثف عمليات القصف على مقربة من الحدود المويتانية
كثّفت القوات المسلحة المغربية من عمليات القصف في منطقة ميجك بالصحراء على مقربة من الحدود الموريتانية، مما أدى إلى سقوط 4 قتلى على الأقل، وفق ما أكدته مصادر ميدانية، إضافة إلى حوالي 10 جرحى، حيث استخدمت القوات المغربية طائرات مُسيّرة عن بُعد.وذكرت مصادر تابعة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، أن من بين القتلى إثنان من جنسية موريتانية فيما أطلقت على القتلى والمصابين الآخرين وصف “مواطنين صحراويين” في إشارة إلى انتمائهم إلى الجبهة الانفصالية، مشيرة إلى أن القصف استهدف شاحنات كانت بالمنطقة.ووفق مصادر ميدانية، فإن القوات المغربية كثفت في الأيام الأخيرة من عمليات القصف في المناطق الصحراوية القريبة من الحدود الموريتانية، ضد أهداف مشكوك فيها، خاصة أن هذه المناطق كانت تعرف سابقا تسرب ميليشيات “البوليساريو” منها من أجل تنفيذ هجمات ضد القواعد العسكرية المغربية بالجدار الأمني الرملي.وكانت السلطات الموريتانية قد حذّرت مواطنيها أكثر من مرة العام الماضي، من الخروج خارج حدودها، تفاديا للتعرض للقصف الجوي أو أن يكون ضحية لمواجهات قتالية عسكرية بين ميليشيات جبهة “البوليساريو” والقوات المغربية، في ظل قيام العديد من الموريتانيين بدخول الصحراء المغربية للتنقيب عن الذهب.وتُعتبر طلعات القصف التي تشنها القوات المسلحة المغربية بين الحين والأخر على مقربة من الحدود الموريتانية، هدفها فرض السيطرة الكاملة على الحدود الموريتانية ومنع أي تسرب أو توغل لعناصر جبهة “البوليساريو” الانفصالية الي تنطلق من الحدود الجزائرية وبالقرب من الحدود الموريتانية من أجل الاقتراب من الجدار الأمني المغربي في الصحراء والقيام بعمليات القصف.ويرى متتبعون للأحداث في الصحراء، أن المغرب يُكثف من عمليات القصف على الحدود الموريتانية للتأكيد على أنه يعتبر هذه المناطق هي جزءا من أراضيه الصحراوية ولا تحدها سوى الحدود الشمالية الموريتانية، في إطار ما يبدو مخططا لتثبيت السيطرة على الحدود الموريتانية قبل الانتقال لفرض السيطرة على الحدود الجزائرية.كما أن توجه القوات المغربية للتركيز على هذه المناطق القريبة من الحدود الموريتانية، تتزامن مع رغبة الرباط في التقدم نحو إنجاز ميناء بحري للتبادل التجاري في منطقة الكويرة، التي يعتبرها المغرب جزءا من أراضيه الصحراوية في الوقت الذي تتحدث أطراف سياسية موريتانية أن تلك المنطقة تنتمي للأراضي الموريتانية.وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من أن نواكشط تعترف بما يُعرف “الجمهورية الصحراوية” التي أنشأتها “البوليساريو”، إلا أنها تتعامل مع القوات المسلحة المغربية على حدودها الشمالية وتتعاون معها في مجال محاربة كافة أنواع التهديدات والأعمال غير القانونية، وتُحذر الموريتانيين من الخروج خارج حدودها المرسومة والمعترف بها دوليا.ولوحظ في السنتين الأخيريتين توجه المغرب إلى اعتبار جميع الأراضي التي تحدها الحدود الجزائرية من الشرق والحدود الموريتانية من الجنوب، هي أراض مغربية، وبالتالي أي هدف مشبوه في هذه المناطق هو عرضة للقصف، في حين تعتبر “البوليساريو” ان الأراضي التي تقع خارج الجدار الأمني المغربي هي أراضي محررة تابعة لها، إضافة إلى منطقة عازلة في الوسط.