البيئة بإقليم الخميسات.. بين الواقع والحلول

0

 

مابريس.تيفي/عبد السلام أحيز ون.

 

 

 

نظرا للطابع القروي والفلاحي لإقليم الخميسات،فان أولى الأولويات تثمتل في العمل على حماية تراب الإقليم الزموري من كل أشكال التلوث وحماية موارده الطبيعية المائية والغابوية،من الاستغلال المفرط المؤدي إلى الاستنزاف،وذلك في إطار إستراتيجية تنموية تتوخى تثمين هذه الموارد وعقلنة استغلالها لصالح الأجيال الحالية والمقبلة.بيد أن هذه الخاصية الطبيعية للإقليم،لا تعني مطلقا انه في منأى عن مشاكل البيئة،ذلك أن التوسع العمراني المتزايد والنمو الديمغرافي الذي تعرفه مختلف مدن ومراكز الإقليم كانت ولا تزال له انعكاسات بيئية ملحوظة تتمثل بالخصوص في استفحال  ظاهرة النفايات المنزلية على نحو أصبحت تشكل معه انشغالا يوميا بالنسبة لمعظم الجماعات خاصة الحضرية منها كبلدية الخميسات وبلدية تيفلت وبلدية سيدي علال البحراوي التي تخصص لمجال النظافة إمكانيات بشرية ومادية مهمة.هذا التقرير المفصل والغني بالمعلومات الدقيقة،تنشره(مابريس.تيفي) للحديث بشكل مفصل عن واقع البيئة بالإقليم الزموري وما يجب اتخاذه لحل العديد من معضلات تخريب البيئة وانعكاساتها.

 

النفايات الطبية.. خطر يهدد صحة المواطنين

 

بالنسبة للنفايات الطبية والتي تعمل مصالح وزارة الصحة على القضاء عليها عبر تدخل شركات مختصة،فان نجاعة مصالح المستشفى الإقليمي لمدينة الخميسات تكمن في نقل هذه المؤسسة من موقعها الحالي حيث يوجد بمنطقة ذات كثافة سكانية كبرى وبرقعة ترابية ضيقة لا تسمح للقائمين عليها بالاشتغال في ظروف بيئية سليمة.وبتدخل من عمالة الإقليم لدى وزارة الصحة،توضح مصادر متطابقة،فقد تم أخيرا اختيار عقار تابع للأملاك المخزنية يوجد غرب مدينة الخميسات من اجل بناء مستشفى إقليمي جديد بكل المواصفات والمعايير الصحية على مساحة تقدر ب11 هكتارا.والى جانب معضلة النفايات الصلبة،هناك مشكلة النفايات السائلة المتمثلة في مقذوفات شبكات مياه الصرف الصحي التي تأخذ طريقها مباشرة نحو مجاري الأنهار دون أية معالجة تذكر،الأمر الذي يضر بالمحيط البيئي وبالسكان المجاورين لهذه المجاري.وانه إذا كان المشكل في طريقه نحو الحل بفضل تدخل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ضمن اتفاقيات شراكة مع البلديات الأربع(الخميسات،تيفلت،الرماني،سيدي علال البحراوي)،حيث سيتم إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة بها وكذا بجماعة سيدي عبد الرزاق(الخزازنة)،فان المشكل في هذا المجال سيبقى قائما بالنسبة لمجموعة من المراكز التي لا تتوفر على شبكة للصرف الصحي تستجيب لكل المواصفات التقنية وتغطي كل الأحياء بالمركز المعنية،وهذه هي وضعية مراكز ايت يدين،المعازيز،والماس.وهو ما يحثم تفعيل الاتفاقيات الموضوعاتية الخاصة بالتطهير السائل بالمجالين الحضري والقروي بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة التي ستساهم إلى جانب وزارة الداخلية في تمويل شبكات التطهير السائل بعدد من الجماعات،الشيء الذي سيمكن تدريجيا من تطويق هذه الآفة الخطيرة.

التخلص من النفايات… المعضلة الكبرى

 

 وتبقى المعضلة الأكبر هي المتمثلة في كيفية التخلص من النفايات المنزلية،ذلك أن هذه الأخيرة على مستوى البلديات المذكورة،وبعد جمعها تعرف طريقها مباشرة إلى مطارح عشوائية دون أدنى معالجة،ولقد أصبح كل من مطرح(تجموت)ومطرح(غابة القريعات)اللذان يستقبلان على التوالي نفايات بلدية الخميسات وبلدية تيفلت،يشكلان خطرا حقيقيا على محيطهما البيئي،سواء تعلق الأمر بالأراضي الفلاحية المجاورة أوبا لفرشاة المائية أو الغابة بالنسبة لحالة مطرح(القريعات).وأمام وضعية هذين المطرحين،فانه تم التدخل لإعادة تأهيلهما،والعمل على خلق مطارح مراقبة تخضع للمواصفات التقنية المعتمدة في هذا المجال.كما يجب التفكير في هذا الإطار في إمكانية خلق مطرح واحد مشترك تستفيد منه البلديتين والجماعة القروية المجاورة لهما.ولتحقيق هذا الهدف،يتعين لدى المصالح المركزية المعنية الاستفادة من الإمكانيات المالية التي ترصدها الدولة في هذا المجال في إطار البرنامج الوطني للنفايات المنزلية الذي يهدف من بين ما يهدف إليه،القضاء على المطارح العشوائية في افق2015.

 

المقالع…. دور اقتصادي وتأثير على المحيط

 

من جهة أخرى،فان انتشار المقالع عبر تراب الإقليم والذي لا يمكن إنكار الدور الاقتصادي الذي تلعبه في قطاع السكن والأشغال crriereالعمومية حيث تنتج على اليابسة مواد مختلفة كالرخام والأحجار والحصى تسوق محليا وجهويا وكذا وطنيا كرخام تيفلت إلا أن نشاط هذه المقالع يكون لها غالبا تأثيرا سلبيا على المحيط (تناثر الغبار)وخصوصا على النشاط الفلاحي والسكان المجاورين،وهو ما يتطلب العمل على تسييج هذه المنشات بسياجات خضراء قبل الشروع في الاستغلال.أما بالنسبة للأودية فان عملية استغلال الرمال تؤدي حثما إلى تلوث المياه وتوسيع مجرى الوديان،الشيء الذي يعد تهديدا حقيقيا على الأراضي الزراعية المجاورة كوضعية أبي رقراق جماعة جمعة مول البلاد وكذا وضعية وادي بهت قرب الطريق السيار وسوق الأربعاء،لذلك وجب إخضاع هذه النشاطات وهذا النوع من المشاريع إلى دراسة التأثير على البيئة من اجل الحد من تلوت المحيط والعمل على إرجاع الوضعية إلى ما كانت عليه من قبل وتدريجيا قبل انتهاء الاستغلال.

الاختلالات البيئية… تهديد للمحاصيل الفلاحية

 

وفي مجالات الاختلالات البيئية،ونظرا لخصوصية الإقليم الذي يخترقه عدد من الأنهار والأودية التي تمر عبر التراب الإقليمي للخميسات،فان هذه الأخيرة تعرف فيضانات مهمة خلال موسم الأمطار،مما يتسيب في خسائر مهمة وبالأخص بالنسبة للمحاصيل الفلاحية الأمر الذي يتطلب انجاز منشات للحماية من الفيضانات وبالخصوص بالنسبة للمراكز الأهلة المعرضة للفيضانات كالمعازيز والرماني والقنصرة.وفي هذا الإطار،وفضلا على سد ولجة السلطان الذي يعول عليه كثيرا والذي يعد مشروعا ضخما سيحمي سافلة وادي بهت وكذا منطقة الغرب،فان هناك مشاريع للسدود الصغرى مبرمجة من طرف وكالتي الحوضين المائيين لكل من سبو وابورقراق على أودية تبهارت وكرو وأبي رقراق.وفي هذا الصدد كذلك، فأنه يجب الاهتمام بمعالجة الأحواض المائية بوادي بهت وأبو رقراق في إطار برنامج المغرب الأخضر وبتعاون مع الأقاليم المجاورة من اجل الحفاظ على التربة وعلى المنشات المائية.

 

الغابة بالإقليم .. ثروة يجب الحفاظ عليها

 

 

كما أن أهمية الغابة بالإقليم والتي تغطي مساحة تقدر ب270000 هكتارا أي حوالي 30 في المائة من مساحة الإقليم بين غابات طبيعية واصطناعية تشكل ثروة طبيعية وارثا حضاريا ينبغي تثمينه والمحافظة عليه نظرا للوظائف المهمة التي يؤديها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.واهم هذه الاكراهات التي تعترض لها الغابة تتمثل في هشاشة النظم البيئية والاندثار النسبي للتشكيلات الغابوية بسبب القطع المفرط والرعي الجائر فضلا عن انجراف التربة والحرائق التي أودت مابين 2002 و2008 لحوالي 900 هكتارا.ولمواجهة هذه التحديات،فقد عملت المصالح الإقليمية للمياه والغابات على بدل مجهود كبير للعناية بالمجال الغابوي والمتمثل بالخصوص في برامج إعادة التشجير وتجديد الغابات وتحفيظ الملك الغابوي،زيادة على صيانة المسالك والوقاية من الحرائق والحراسة حيث بلغ الاعتماد المخصص لبرنامج التدخلات برسم سنة2009  كمثال حوالي 27.068.000.00 درهما.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد