البنتاغون يستعد لحرب هجينة مع روسيا في البلقان

0

كتب فلاديمير موخين في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا عن تقاطع مصالح موسكو وواشنطن في منطقة البلقان، مشيرا إلى خشية الولايات المتحدة من إنشاء قاعدة عسكرية روسية في صربيا.

كتب موخين:

تتقاطع مصالح موسكو وواشنطن ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وفي البلقان أيضا، حيث توسع روسيا تعاونها العسكري مع صربيا، وفي المقابل تشكل الولايات المتحدة وحدات استخبارية جديدة للخدمة في البنتاغون للعمل في دول البلقان وأوروبا الشرقية. هذا ما جاء في العقد المنشور على موقع المشتريات الحكومية للولايات المتحدة.

يقول نائب مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة لشؤون أوروبا وآسيا هويت براين يي إن هذه الوحدات ستقوم، إضافة إلى محاربة الإرهاب والتهديدات السيبرانية وعدم الاستقرار في هياكل الاستخبارات العسكرية، بـ "المراقبة الحذرة لنشاط روسيا في البلقان ومناطق أخرى من أوروبا، والرد عليه".

ويتهم الغرب روسيا بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في الجبل الأسود، والنشاط المتزايد للقوميين الصرب في أثناء الانتخابات الرئاسية فيها، وكذلك بأعمال المتطرفين ضد الأقلية المسلمة في مقدونيا. لذلك، يقول براين يي "يجب على الولايات المتحدة مراقبة ما الذي تريد عمله (روسيا) لاحقا". ومن أجل ذلك تقرر تشكيل هذه الوحدات الجديدة، حيث جاء في الوثيقة المذكورة: "يجب على المتعاقدين تقديم الخدمات التقنية اللازمة إلى النشاط الاستخباري للقوات البرية الأمريكية في أوروبا في ألمانيا وإيطاليا وكوسوفو".

واستنادا إلى مضمون العقد، إضافة إلى ما ذكر أعلاه، على الوحدات الجديدة جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، والقيام بعمليات مختلفة "لمساندة مجموعات الدعم في ألمانيا وإيطاليا والعمليات الطارئة في البلقان". وإن هدف هذه العمليات الطارئة هو الرد العسكري على نشاط العدو. وهذا العدو في أوروبا بالنسبة إلى واشنطن – هو روسيا في الدرجة الأولى، وكذلك مختلف القوى السياسية في البلقان وأوروبا الشرقية التي لا تسير في ركب واشنطن.

وبحسب الخبير العسكري الفريق يوري نيتكاتشيف، فإن "تحضير البنتاغون لعمليات طارئة مختلفة، هو في حقيقة الأمر إعداد أشكال محددة للحرب الهجينة، هدفها تحقيق الأهداف العسكرية الاستراتيجية والجيوسياسية للولايات المتحدة".

www.newstube.ru يوري نيتكاتشيف

ويعتقد نيتكاتشيف أن هذه الحرب الهجينة قد تظهر "بصورة معلومات في وسائل الإعلام، وأعمال شغب وحوادث طنانة وغير ذلك". ويبدو أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة من هذه الحرب – هو صربيا، التي تعزز علاقاتها مع روسيا اقتصاديا وعسكريا ويقف شعبها ضد الانضمام إلى الناتو". وبحسب قوله، إن "خير دليل على ذلك ما نشره موقع المشتريات الحكومية، الذي أشار إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) خصصت أموالا لتنظيم وإجراء إصلاحات في التشريعات الصربية في مجال الإعلام".

يتفق مع هذا الرأي نائب البرلمان الصربي، نائب رئيس الحزب الراديكالي الصربي ديان ميروفيتش، الذي يعتقد أن تخصيص هذه الأموال لإصلاح التشريعات الصربية هدفه الضغط على الرئيس ألكسندر فوتشيتش. كما أن الهدف من ذلك هو تكوين فكرة إيجابية عن الناتو لدى الجماهير وموقف سلبي من موسكو. ويعتقد النائب أن لهذا الضغط علاقة بـ "خطط إنشاء قاعدة عسكرية روسية في مدينة نيش".

وقد كتبت الصحف الصربية عن هذه الخطة منذ عام 2014 من دون أن تنشر وثيقة واحدة تثبتها، مع أنها تؤكد أن بروتوكول إنشائها قد وقِّع، وأن نشاطها سيبدأ نهاية عام 2017، وأنها سوف تضم زهاء 5000 عسكري روسي.

من جانبه، يعتقد المحلل الصربي، العقيد المتقاعد غوران يفتوفيتش، بأن النزاع سيشتد عاجلا أم آجلا بين كوسوفو وصربيا. ولمنع تفكك البلاد "من الضروري أن تنشر روسيا في صربيا قاعدة أو قاعدتين كما فعلت في سوريا".

ترجمة وإعداد: كامل توما

قد يعجبك ايضا

اترك رد