الاستخبارات الأميركية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين يناقشون خطة للقبض على جمال خاشقجي
قالت صحيفة New York times الأميركية ، أنه في الوقت الذي كان الصحافي السعودي جمال خاشقجي يستعد لدخول القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، كان هناك فريق من 15 رجلاً من السعودية مختبئين في المكان، ويشتبه المحققون في أنَّهم اضطلعوا بدورٍ في اختفائه.
وقال شخصان مُطَّلعان على التحقيق لصحيفة The Washington Post الأميركية إنَّ هؤلاء كانوا قد وصلوا قادمين من العاصمة السعودية الرياض في وقتٍ مبكر من صباح ذلك اليوم، وحجزوا غرفاً في فندقين دوليين بإسطنبول، قبل أن يقودوا سياراتٍ باتجاه القنصلية في حي ليفينت المليء بالأشجار. يبعد أحد الفندقين، فندق Mövenpick Hotel Istanbul، بضع دقائق فقط بالسيارة عن القنصلية.
ووفقاً لسجلات الطيران والشخصين المُطَّلعين على التحقيق، كان الفريق السعودي المؤلف من 15 شخصاً قد قام بعمله وترك البلاد بنهاية اليوم، وغادر على متن طائرتين متجهتين إلى القاهرة ودبي.
كان ضباط أتراك قالوا سابقاً إنَّهم يعتقدون أنَّ خاشقجي، وهو صحافي بارز ومنتقد للحكومة السعودية، قُتِل داخل القنصلية.
ووسع الضباط الأتراك، الذين يتحققون من تحرُّكات الفريق، تحقيقهم الآن لاستكشاف ما حدث عند مقر إقامة القنصل العام السعودي، محمد العتيبي، الواقع على بُعد 500 ياردة (457 متراً تقريباً) عن القنصلية.
وتُظهِر لقطات كاميرات مراقبة خارج مقر الإقامة حصلت عليها صحيفة The Washington Post الأميركية سيارة من طراز مرسيدس فيتو ذات نوافذ مظللة يقول الضباط إنَّها نقلت بعض أولئك الرجال من القنصلية إلى مقر الإقامة بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي القنصلية.
وفي الأسبوع الذي انقضى منذ اختفاء خاشقجي، الكاتب بقسم الآراء الدولية في الصحيفة، حافظت السعودية على رواية أنَّه غادر القنصلية بعد فترة قصيرة من وصوله. ولا يقولون إنَّهم يجهلون ما حدث له وحسب، بل إنَّهم قلقون على سلامته كذلك.
وكتب السفير السعودي لدى واشنطن، خالد بن سلمان، في رسالة بعث بها لوسائل الإعلام، الإثنين الماضي 8 أكتوبر/تشرين الأول: «غنيٌّ عن القول إنَّ أسرته في المملكة لا تزال تشعر بقلقٍ بالغ بشأنه، وكذلك نحن».
ووفقاً لشخصٍ مُطَّلع، اعترضت الاستخبارات الأميركية قبل اختفاء خاشقجي اتصالاتٍ لمسؤولين سعوديين يناقشون خطة للقبض عليه.
وأضاف الشخص المُطَّلِع إنَّ السعوديين كانوا يريدون استدراج خاشقجي إلى السعودية والقبض عليه هناك. وتابع الشخص المُطَّلِع أنَّه لم يتضح ما إن كان السعوديون يعتزمون القبض عليه واستجوابه أم قتله، ولم يتضح كذلك ما إن كانت الولايات المتحدة حذَّرت خاشقجي من استهدافه.
لكنَّ المسؤولين السعوديين نفوا التقارير حول إرسالهم فريقاً من 15 رجلاً إلى إسطنبول يوم اختفاء خاشقجي، قائلين إنَّ الفريق الوحيد الذي أُرسِل إلى تركيا يتألف من محققين وصلوا السبت الماضي 6 أكتوبر/تشرين الأول للمساعدة في إيجاد الصحافي.
ووافقت السلطات السعودية الإثنين على السماح لفريق التحقيق التركي بدخول مقر القنصلية للتفتيش فيما يتعلق بقضية الإعلامي خاشقجي.
وما زالت قضية اختفاء الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي تُلقي بظلالها على الرأي العام العربي والعالمي، إذ قالت بريطانيا، الثلاثاء، إنه في حال التأكد من تورُّط السعودية في اغتيال خاشقجي فإن ذلك سيؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين.
The post الاستخبارات الأميركية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين يناقشون خطة للقبض على جمال خاشقجي appeared first on عربي بوست — ArabicPost.net.