الأمم المتحدة: السفير المغربي يبرز أمام اجتماع وزاري لحركة عدم الانحياز رؤية المغرب حول حقوق الإنسان وتنوعه الثقافي
أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال اجتماع يوم الخميس بالمنظمة الأممية، التزام المغرب برؤية مجتمعية تعددية تكرس الحوار بين الحضارات والثقافات كأولوية رئيسية نص عليها دستور المملكة.
وقال السيد هلال، خلال اجتماع وزاري لحركة عدم الانحياز حول حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، إن المملكة المغربية، "واقتناعا منها بأن حقوق الإنسان تنبع من نفس نسيج الثقافات، ووعيا منها بأن التنوع الثقافي وحقوق الإنسان لا يلغيان بعضهما البعض، فإنها ملتزمة برؤية مجتمعية تعددية، تجعل من الحوار بين الحضارات والثقافات أولوية أساسية".
وأشار، أمام ممثلي دول الحركة، إلى أن هذه الرؤية المجتمعية التعددية ترسخت عبر تاريخ المملكة، التي طالما كانت "نموذجا حضاريا فريدا للتعايش والتفاعل بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى".
وشدد السيد هلال على أن الدستور المغربي يؤكد تشبت الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار من أجل التفاهم المتبادل بين ثقافات وحضارات العالم، مبرزا أن دستور المملكة يكرس، بوضوح، في تصديره، الحرص على تحقيق الانسجام بين روافد الهوية الوطنية والتشبث بالقيم الكونية.
وأكد أن المملكة المغربية، ومثلما يؤكد ذلك دستور البلاد، متشبثة "بصيانة تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية''.
وأكد السفير أيضا أن احترام التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات لا يمكن أن يتحقق على المستوى الدولي "دون تجذر وطني، يسمح بتملك كل مواطن لأهدافه النبيلة".
وقال السيد هلال إن المملكة، التي تقرن القول بالفعل، انخرطت في ورش للإصلاحات البنيوية التي تمس العديد من القطاعات، لاسيما الحقل الديني، مذكرا، في هذا الصدد، بإحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، والذي يروم "تمكين الأئمة، من الدول الشقيقة والصديقة في إفريقيا وأوروبا وآسيا، من تكوين حول تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على الاعتدال والابتعاد عن نزعات الظلامية والتطرف".
وأضاف الدبلوماسي أن المغرب، يولي، فضلا عن ذلك، "أولوية لتنشئة الأجيال الصاعدة على قيم التسامح والحوار والانفتاح"، مشيرا إلى انه تم، "في هذا الإطار، إعطاء الأولوية لإدراج قضايا حقوق الإنسان والتنوع الثقافي واللغوي في المناهج المدرسية، من أجل ضمان نتائج ملموسة ومستدامة في مجال التسامح والحوار بين الثقافات".
وخلص السفير إلى أن مبادرات المغرب تندرج في إطار اقتناعه العميق بأن التنوع الثقافي والتعددية يشكلان الحل الأمثل لتسوية سلمية للخلافات، واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ التنمية المستدامة ورفاهية الإنسانية بشكل عام.
ومع: 30/11/2017