استراتيجية الجيش السوري الجديدة تثبت فعاليتها
لفتت صحيفة "فزغلياد" في مقال إلى بوادر الإعداد لعملية عسكرية كبيرة سينفذها الجيش السوري لفتح طريق دمشق – بغداد الاستراتيجي.
جاء في المقال:
كتب يفغيني كروتيكوف أن تنفيذ عملية عسكرية كبيرة لفتح طريق دمشق – بغداد الاستراتيجي أصبح ممكنا بفضل سلسلة من الإصلاحات والحيل الحربية، التي نفذت على امتداد الأشهر الستة الماضية. وإن هدفها الرئيس هو إحكام السيطرة على الحدود مع الأردن والعراق.
وقد كُلفت القيادة العسكرية للجيش السوري بفتح هذا الطريق المهم مبدئيا. وإذا تم فتحه، فإن هذا لن يقتصر على إعادة التعاون العسكري التكامل بين العراق وسوريا فحسب، بل سيعيد فتح الطريق البري الملائم مع إيران، حيث تحصل سوريا على جزء كبير من الدعم العسكري والمالي.
وتقول الصحيفة إن مصادر عديدة تشير إلى اهتمام إيران الخاص بتنفيذ العملية العسكرية بأكبر سرعة ممكنة، بل إن هواة نظريات المؤامرات يقولون إن طهران تريد بناء خط أنابيب عبر دير الزور والسويداء مرورا بدمشق، ثم إلى موانئ البحر المتوسط، والتخلي عن الخط القديم، الذي يمر عبر كردستان على طول الحدود مع تركيا. كما يؤكد أصحاب نظرية المؤامرة أنه من أجل ضمان التحكم بعملية الجنوب، سلمت دمشق قيادة هذه العملية تحديدا إلى الجنرالات الإيرانيين.
لكن الصحيفة ترى أن التركيبة التآمرية غير قائمة وتعاني تصدعا مع ظهورها الأول لأسباب عديدة، أهمها: أولا، لا أحد يستطيع أن يتنبأ "حتى آيات الله الذين يتحدثون عن معايير الخلود" متى ستنتهي الحرب في سوريا، ويستتب الاستقرار الى الحد، الذي يسمح بمد خط أنابيب غاز جديد. ثانيا، إن الحرب والسلام من حيث المبدأ لم تدر نهائيا ولا تدار الآن حول – أنابيب وأسلاك وغيرها.
وتذكِّر المقالة في هذا الصدد بذلك المنطق الشبيه وغير الصحيح، والذي زعم أن النفط – كان السبب الأساس للحرب الشيشانية في أواسط التسعينيات، وأن "الدوافع الاقتصادية" البحتة كانت وراء الحرب الأرمينية–الأذربيجانية في قره باغ نهاية الثمانينيات.
وتدحض المقالة هذا الرأي بالنسبة إلى سوريا؛ مشيرة إلى أن القوة العسكرية الأكثر تمرسا وقدرة على القتال في سوريا – "قوات النمر" لم تتحرك في اتجاه السويداء، بل تواصل في مكانها مهاجمة مواقع "داعش" إلى الشرق من حلب. وهناك يوجد العميد سهيل الحسن – المختص الأكبر في شن الهجمات واسعة النطاق.
وتختتم المقالة بالقول إن المصادر ومراكز التحليل، التي كانت تتحدث عن "الأثر الايراني" في عملية جنوب البلاد، هي نفسها، التي تحدثت دائما عن أن "الجيش السوري واقعيا غير موجود"، وأن "الذين يحاربون هناك، هم فقط الفرس والفلسطينيون والشيعة"! في حين أن الجيش السوري في حقيقة الأمر زادت قدراته القتالية بشكل كبير، خلال فترة نصف العام الأخير، وفي المقام الأول تلك الوحدات العسكرية التي شارك الخبراء الروس في تدريبها وإعادة تشكيلها.
ترجمة وإعداد
ناصر قويدر