اربعة قتلى في رابع تفجير يستهدف مناطق نفوذ لحزب الله اللبناني في أقل من شهر
قتل اربعة اشخاص على الاقل السبت في تفجير بسيارة مفخخة يرجح انه انتحاري، وقع في محطة وقود في مدينة الهرمل في شرق لبنان، في رابع تفجير يستهدف مناطق نفوذ لحزب الله حليف دمشق في اقل من شهر.
والتفجير هو الثاني الذي يستهدف الهرمل خلال المدة نفسها، والسابع في مناطق نفوذ الحزب منذ تموز/يوليو الماضي، بعيد الكشف عن مشاركته في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان سيارة مفخخة انفجرت قرابة الساعة السادسة مساء (1600 تغ) في محطة الايتام للمحروقات في الشارع الرئيسي لمدينة الهرمل القريبة من الحدود السورية.
وقال وزير الداخلية مروان شربل في اتصال مع قناة “المنار” التلفزيونية التابعة للحزب “سقط اربعة شهداء على الاقل واكثر من 15 جريحا في تفجير السيارة المفخخة”، مشيرا الى ان ثلاثة مصابين “في حالة خطرة”.
ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية عن شربل قوله ان “المعلومات الاولية تشير الى ان انتحاريا نفذ العملية”.
وعرضت “المنار” لقطات من مكان التفجير بدا انها صورت بهاتف خليوي، تظهر اندلاع حريق كبير في المحطة. واظهرت اللقطات السنة ضخمة من النيران يحيط بها ظلام دامس، لكون التفجير وقع بعد حلول المساء.
وبثت قنوات التلفزة في وقت لاحق لقطات مباشرة اظهرت اضرارا كبيرة في محطة الوقود بعد اخماد النيران فيها، بينما فرض الجيش اللبناني والقوى الامنية طوقا امنيا في محيطها.
ويعود ريع محطة “الايتام” لجمعية المبرات الخيرية التي اسسها في العام 1978 المرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله الذي حظي بتأثير واسع لدى الشيعة في لبنان والعالم العربي.
وللجمعية مؤسسات تربوية وخيرية عدة، منها دور للايتام يقع احدها على مقربة من مكان التفجير.
والتفجير هو الرابع الذي يستهدف مناطق نفوذ للحزب في اقل من شهر.
ففي الثاني من كانون الثاني/يناير، قتل خمسة اشخاص في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، ابرز معاقل الحزب.
كما قتل ثلاثة اشخاص في تفجير سيارة مفخخة في الهرمل في السادس عشر من الشهر نفسه. ووقع تفجير انتحاري بسيارة مفخخة ايضا في حارة حريك في 21 كانون الثاني/يناير، ادى الى مقتل اربعة اشخاص.
وتبنت “جبهة النصرة في لبنان” التفجيرين الاخيرين في حارة حريك والهرمل، قائلة انهما رد على مشاركة حزب الله في المعارك داخل سوريا.
وسبق للجبهة ان تبنت اطلاق عدد من الصواريخ من الاراضي السورية على مناطق نفوذ للحزب في شرق لبنان، بينها مدينة الهرمل.
واعتبرت الجبهة في 24 كانون الثاني/يناير ان كل مناطق تواجد الحزب “هدف مشروع” لها.
وظهر اسم الجبهة في وسائل الاعلام المحلية خلال الاسابيع الماضية، وتم الربط بينها وبين جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا.
ولا توجد معلومات موثوق بها عن وجود علاقة بين التنظيمين.
ودانت دمشق تفجير الهرمل اليوم، معتبرة انه يخدم اسرائيل.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي لقناة “الميادين” الفضائية التي تتخذ بيروت مقرا لها “هذا الانفجار كغيره من الاعتداءات الارهابية (…) المستفيد منها واحد وهو اولا واخيرا العدو الاسرائيلي”.
واضاف ان سوريا “كدولة وشعب وحكومة، تدين هذه العملية وكل العمليات الاخرى التي وقعت”.
وشهد لبنان سلسلة من اعمال العنف والتفجيرات منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة منتصف آذار/مارس 2011.
واضافة الى التفجيرات في مناطق نفوذ حزب الله، انفجرت سيارتان مفخختان قرب مسجدين في مدينة طرابلس (شمال) في آب/اغسطس الماضي، ما ادى الى مقتل 45 شخصا على الاقل.
وشهدت هذه المدينة ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، سلسلة معارك بين مسلحين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري، ادت الى مقتل العشرات.
كما قتل السياسي السني المناهض لدمشق وحزب الله محمد شطح بتفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه في وسط بيروت في 27 كانون الاول/ديسمبر، وادى الى مقتل سبعة اشخاص آخرين.
ودان رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي “الانفجار الارهابي” في الهرمل السبت.
وقال في بيان لمكتبه الاعلامي “مرة جديدة تستهدف ايادي الغدر منطقة لبنانية وتمعن في اجرامها بحق مواطنين ابرياء، ولا يمكننا امام هذا المصاب الجلل الا ان نجدد المناشدة للجميع للتوحد حماية لوطننا وصونا لاهلنا”.
ويشهد لبنان انقساما سياسيا حادا على خلفية النزاع السوري، بين موالين لنظام الرئيس بشار الاسد ومتعاطفين مع المعارضة.
واستقالت الحكومة التي يرئسها ميقاتي في آذار/مارس الماضي، ولم يتمكن الرئيس المكلف تمام سلام، حتى الان، من تشكيل حكومة جديدة.
مابريس : ا ف ب