احتفال رقمي يجمع مسلمين ويهودًا في ذكرى “الميمونة” المغربية
أحيا مغاربة مسلمون ويهود ومواطنون من جنسيات مختلفة من أصل مغربي، رقميا، عيد “الميمونة” المغربي، المعروف على المستوى المغاربي، الذي جمع منذ سنوات اليهود في نهاية عيد الفصح مع أصدقائهم من العائلات المسلمة بالمغَارِب.واجتمع رقميا للاحتفاء بهذا العيد، الذي جمع تاريخيا مغاربة يهودا ومسلمين، مسلمون ويهود من المغرب، وكندا، والكيان الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، بعدما منعت ظروف “الحَجر الصحي” العالمي للحدّ من انتشار جائحة “كورونا” تنظيم الاحتفالات السنوية به.وذكر جاد بوسكيلة، حاخام بأميركا، أنّ الله قد جعل الميمونة هذه السنة مميّزة جدا؛ فكثيرون ممن لم يمكنهم قبل ذلك الاحتفال بها مع بعضهم يحتفلون بها اليوم، موردا: “علينا النظر إلى هذا الجانب الإيجابي اليوم، فسرّ ميمونة أن نكون مع بعضنا البعض”.
وأكد جاكي كدش، رئيس الطائفة اليهودية بمراكش، العزم، والجميع في منازلهم اليوم، على عقد حفلة “ميمونة” ضخمة في السنة المقبلة، على أمل أن يكون الجميع بصحّة جيدة.وتحدّث رئيس الطائفة عن ذكريات الميمونة مع المسلمين في المغرب، والفرحة التي رافقتها، وما تمثّله اليوم بالمغرب للطائفة، كما تطرّق لـ”تحدي كورونا الذي أحزننا لأن كثيرا من الأصدقاء المسلمين تأسّفوا لعدم إمكان الحضور والمجيء بالغذاء التقليدي”، مضيفا: “هناك من يحضره للبيت ويتركه طالبا للدّعاء، والحب الذي جمع الآباء والأجداد لقرون”وعبّر المهدي بودرة، رئيس جمعية ميمونة، عن حزنه لـ”الاضطرار إلى الاحتفاء بصداقتنا اليهودية المسلمة عن بعد”، وتحدث عن الميمونة بوصفها “تراثا مشتركا لجميع المغاربة”.وقال المغني إنريكو ماسياس، في رسالة خاصّة بالمناسبة، إنّه يريد “العودة في أقرب وقت للقائكم لأن لدي ذكرى جيّدة معكم”، في ما رأى اتحاد يجمع مسلمي أمريكا في هذا اللقاء الاحتفالي الرقمي “فرصة للاجتماع وإظهار التضامن خلال الحَجر، والاحتفاء بتراثنا، وتميزنا، وتشابهاتنا”.
كان الاحتفال فرصة للاستماع إلى موسيقى فرق مغربية أدّاها مغنّ مسلم، وموسيقى مغربية يهودية أدّتها المغنية من أصل مغربي نيطع القائم، كما تخلّلته ورشة حول تحضير طعام يهودي مغربي، أطّرتها مؤرخة متخصّصة في تاريخ الطّعام.وتحدّثت فانيسا بالوما دوكان الباز، أكاديمية، عن “الموسيقى كجامع”، ووسيلة للتبادل، والاندماج، والتعبير عن الغنى، ورأت أنّ “الميمونة ترمز إلى لحظة الانفتاح المتبادل عندنا في مستويات مختلفة، الذي يعبّر عنه الغذاء، والصلوات، والنصوص، واللباس، في لحظات متعدّدة”.وأبدت العزيزة دليل، نائبة رئيس جمعية ميمونة، سعادتها بأنّ الجميع آمنون وبصحّة جيّدة، وتمنت ميمونة سعيدة للجميع، معبّرة عن فرحتها “لأننا اجتمعنا للاحتفال بتراثِنا المشترك”.