مابريس / القندوسي محمد
ذكرت مصادر عليمة، أن الساكنة بقيادة بني حسان ( إقليم تطوان ) خرجو مساء أمس السبت عن بكرة أبيهم في تظاهرة غير مسبوقة، حيث اختار المتظاهرون تنظيم مسيرة على الأقدام عبر الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين الشاون وتطوان، حيث انطلقت جحافل المحتجين من جماعة الحمراء ببني حسان، وذلك احتجاجا على السلطات المحلية التي شرعت مؤخرا بتفعيل برنامج لمحاربة زراعة القنب الهندي بالمنطقة.
وبحسب ذات المصدر، أن فتيل هذه الحركة الإحتجاجية، اندلع عندما أقدم قائد قيادة بني حسان بمنع الساكنة من زراعة القنب الهندي، على إثر ذلك حاول صباح أمس السبت اقتحام بعض المنازل بدوار “تينزة” بناحية جبل العلم إحدى الدواوير المتاخمة لضريح مولاي عبد السلام بن مشيش ، التابع لقيادة بني حسان بإقليم تطوان، وذلك بحثا عن عشبة ” الكيف ” دون توفره على إذن قانوني من طرف السلطات المختصة بحسب ما ذكر المصدر، إثر ذلك قام الأهالي بمحاصرة القائد ومن يدور في فلكه، ولم يتمكنوا من الإفلات من قبضتهم إلا بمشقة الأنفس، وبعد ذلك سرعان ما تطورت الأمور إلى مسيرة حاشدة للتنديد بهذه الممارسات.
هذا ويذكر، أن الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان والشاون التي كانت مسرحا لهذه الحركة الإحتجاجية، عرفت إنزالا أمنيا مكثفا لعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة التي استقدمت من تطوان، ومنعت السلطات المحتجون من مواصلة مسيرتهم ، وعلى إثر ذلك شهدت الطريق المذكورة شللا مروريا تاما بسبب اعتصام المتظاهرين وسط الطريق، ما دفع رئيس دائرة جبالة فتح حوار مباشر مع المتظاهرين من أجل فض المسيرة والعودة لحال سبيلهم، في الوقت الذي أعلن فيه المتظاهرون أن القائد أصبح شخصا غير مرغوب فيه بالدوار، مطالبين برحيله عاجلا وليس آجلا…
وعرفت هذه المسيرة الإحتجاجية حضور العديد من النشطاء الحقوقيين، وكانت الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك هي السائدة في هذه المسيرة التي كان مطلبها الأساسي رحيل القائد بطل هذه الرواية التي كادت أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا التعقل والتبصر الذي تحلت به السلطات التي حاولت بدبلوماسية تجنب تكرار السيناريو المأساوي الأخير الذي جرى بناحية باب برد.
وفي هذا السياق أوضح أحد النشطاء الحقوقيين، أن الإشكالات المقترنة بزراعة الكيف لا يمكن حلها باعتماد الوسائل الأمنية..بل ينبغي فتح نقاش حقيقي وجاد ينخرط ضمنه الكل من أحزاب وجمعيات وسكان، وحتّى الأوروبيّين، لإيجاد صيغ توافقية تقنّن هذه الزراعة المحظورة حاليا مع إيجاد بدائل تلقى القبول من طرف الساكنة، كل هذا دون اغفال الموروث الزراعي للمنطقة.