“أيام بيروت السينمائية” تسلط الضوء على التجربة السينمائية “المختلفة والصادمة” للمخرج المغربي هشام العسري

0

مابريس / الرباط

أراد منظمو مهرجان أيام بيروت السينمائية، باختيارهم تكريم المخرج المغربي هشام العسري، إبراز تجربة “شابة” تشق طريقها بذوق فني تطوعه التقنية العالية، لتكون بذلك عنوانا لتجربة سينمائية مختلفة مفكر فيها وصادمة. وباختيار “جمعية دي سي” المنظمة للمهرجان، الذي ستختتم دورته الثامنة مساء غد السبت، عرض ثلاثة أفلام للمخرج المغربي (النهاية، هم الكلاب والبحر من وراءكم)، تكون قد اعترفت، كما أكد بيان لها، قبيل انطلاق التظاهرة، بالمسار “المميز” للعسري، الذي اعتبر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الاختيار والتكريم “ربما” هو “نوع من الوعي” لدى المنظمين بالسينما “المختلفة”.

ولم يلتفت لأفلام العسري الجمهور الذي حضر أفلامه فقط، بل أثار، أيضا، شهية النقاد والمهتمين بالسينما المغربية، إذ وصفه الناقد هوفيك حبشيان ب”السينمائي الذي ينتفض بأفلامه على ركود السينما العربية”. ويأتي هذا الاهتمام بسينما العسري، التي خلقت حوارا جديا على هامش المهرجان خاصة من قبل طلبة السينما الذين تفاعل معهم المخرج في ندوة عن تجربته، من كونها، كما يؤكد في تصريحه للوكالة “تطرح أسئلة”، وتقارب شخصيات “قلقة” و”مهووسة”، إلا أنها تملك “طاقة” تحاول عبرها خلق شيء جديد. فسينما العسري إذن لا تركن الى “السهل” بل تنطلق من “القلق”، وتبحث عن “دينامية” جديدة ولكن في نفس الوقت “ممتعة”.

تغوص أفلامه في فضاء الدار البيضاء، حتى يعتقد البعض أنه استلهم من نجيب محفوظ المهووس بحواري وفضاءات القاهرة، وهو يؤمن أن هذه المدينة “تتغير” و”ينصت” بذلك لحركيتها الدائمة، ويغوص في واقعها، كما في الواقع المغربي إجمالا، محاولا بأدواته السينمائية أن يمنحها “بعدا عالميا”.

فلدى هذا المخرج (37 سنة)، حسب الكاتب والصحفي اللبناني نديم جرجوره، “قدرة على إثارة سجال، بعد إثارته صدمة المشاهدة، كما لديه قوة الابتكار في رسم شخصية، وفي تصوير حالة، وفي سرد حكاية، فالهامش لديه أهم من المتن”. ويضيف جرجوره في إحدى مقالاته الصحفية أن أفلام (النهاية و وهم الكلاب، والبحر من ورائكم) “تأخذ مشاهديها في رحلات داخل أنفاق ومتاهات والتباسات وغموض، كي تضعه أمام نفسه من دون مرآة، دافعة إياه إلى تحليل ذاته عبر صنيعه السينمائي الجميل”.

وفعلا فمقدمة ” النهاية” على سبيل المثال، تصدم المشاهد، وتخرق أفق انتظاره، إذ يبدأ الشريط بلقطة “مقلوبة” كأن هناك خللا في “البوبينة”، إلا أن هذا غير صحيح، بل “مقصود” من قبل المخرج، فهو يستعمل ما يسمى في أبجدية الفن السابع ب”الأخطاء السينمائية”، لجعل المشاهد “يتفاعل” إيجابا أو سلبا مع العمل.

ووفاء ل”الفرجة السينمائية الجميلة والمتعبة” للمخرج، كما قال عنها نديم جرجوره، باح العسري للوكالة بأن شريطه المقبل سيحمل اسم “جوع كلبك”، وسيواصل فيه الغوص بحثا عن “فعل” سينمائي يحاور به “عالم السينما” الرحب، أو كما قال حبشيان “تمضي تجربة العسري في طريقها الى المزيد من الانفلات من أبجديات السينما العربية”.

يذكر أن الدورة الثامنة لمهرجان “أيام بيروت السينمائية”، التي حل عليها المغرب “ضيفا مميزا” على حد تعبير الجمعية المنظمة، تنظم تحت شعار “السينما والدين”.

وبالإضافة الى أفلام العسري عرض فيها، أيضا، الشريط الطويل “إطار الليل” للمخرجة المغربية العراقية تالا حديد، الذي فاز فبراير الماضي بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

تجدر الإشارة الى أن المهرجان، الذي عرضت في إطار فعالياته نحو 50 فيلما روائيا وقصيرا ووثائقيا، افتتح بشريط “تمبوكتو” للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.

قد يعجبك ايضا

اترك رد