أقدم إرهابي معتقل بسجن تيفلت على قتل موظف مساء الثلاثاء 27 أكتوبر 2020. هنا مسار الإرهابي الملقب بـ”مول التريبورتور”، الذي اعتقل يوم 9 شتنبر 2020 خلال عملية تفكيك خلية إرهابية في مدينة تمارة.
خلال اعتقاله من طرف فرقة تدخل تابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، اصطدمت عناصر الفرقة بمقاومة شرسة من طرف هذا الإرهابي. فعبد الرزاق كان وقت اعتقاله مسلحا بقارورة غاز كبيرة كان ينوي تفجيرها. خلال هذه العملية، أصيب أحد عناصر “البسيج” بجروح.
ومع ذلك، فإن أفضل تسمية يمكن إطلاقها على هذا الإرهابي، الذي هو في العشرينات من عمره، هي “الذباح”، وهي التسمية التي يحملها أيضا رفيقه في الخلية والذي كان قد تم اعتقاله في طنجة في إطار تفكيك نفس الخلية من قبل قوات المكتب المركزي للأبحاث القضائية.
وهكذا، فإن رغبات القتل باتباع طرق همجية كانت مستحكمة لدى هذا الشخص. فزوجته، التي بايعت مثله تنظيم “داعش”، كشفت للمحققين أن زوجها كان يخطط لقطع عنق أحد الجيران الذي يشتبه في اعتناقه للمذهب الشيعي.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام عقب تفكيك هذه الخلية، أكد عبد الحق الخيام، المدير العام للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن عبد الرزاق، الذي كانت له سوابق عدلية كثيرة (بسبب ارتكابه لجرائم الحق العام)، كان دائما يحمل معه سيفا تحسبا لأية مواجهة محتملة مع الأجهزة الأمنية.
وأوضح عبد الحق الخيام حينها أن هذا الشخص، وهو أب لبنتين، يشبه الانتحاريين الذي ارتكبوا تفجيرات الدار البيضاء يوم 16 ماي 2003. أي أنه كان على استعداد للقيام بأي شيء، كما يتضح من المواد الكيماوية والأحزمة الناسفة التي كان قد أعدها بالفعل، بتواطؤ مع أعضاء خليته.
خلال التحقيق، اكتشفت الأجهزة الأمنية موادا أخرى يحتمل أن تكون خطيرة يمكن أن تدخل في تركيبة العبوات المتفجرة، والتي كانت مخبأة في دراجة ثلاثية العجلات “تريبورتور” في قبو مبنى في تمارة حيث كانت تقيم أخته. كان يستخدم هذه الدراجة في بيع السمك، من هنا تأتي التسمية “الحوات” التي اشتهر بها.
إذا كان التحقيق لا يزال مستمرا بخصوص خلية تمارة، فقد تمكن عبد الرزاق من تحقيق حلمه الدموي من خلال قتل حارس سجن شاب من تيفلت، حيث تم سجنه في انتظار المحاكمة في بداية مساء الثلاثاء 27 أكتوبر. في هذا السجن، تم تصنيف المتهم “أ”، أي تم تصنيفه على أنه سجين خطير للغاية.
يجب على التحقيق الجاري حاليا، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تقديم تفاصيل حول الطريقة التي تمكن بها المتهم من الحصول على الآلة الحادة التي استخدمها في قتل حارس السجن، مع العلم أن هذه المؤسسة العقابية مصنفة ضمن فئة السجون ذات “الحراسة المشددة”، وفيها زنازين فردية للمتهمين الخطرين مثل عبد الرزاق.