أعداد كبيرة مِن المُتظاهرين بساحة التحرير في بغداد والسيستاني يُحذِّر مِن المُندسِّين
توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين العراقيين، الجمعة، إلى ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد، وقال ناشطون عراقيون ومنظمات مدنية، إن أعدادا كبيرة من المتظاهرين في المحافظات الجنوبية، توافدوا على ساحة التحرير، حيث يعتصمون هناك، بينما نفت وزارة الداخلية توثيق حالات قتل واعتداء في ساحات التظاهر. تأتي المشاركة استجابة لدعوات المتظاهرين بدعم المحتجين في بغداد، والتأكيد على تطابق المطالبات بتغيير الطبقة الحاكمة واختيار رئيس حكومة جديد، من خلال انتخابات حرة بعيدة عن التدخلات الخارجية.
ووسط دعوات بالكف عن التعرض للمتظاهرين في العراق، بدأ توافد المتظاهرين إلى ساحات وجسري الجمهورية والسنك وسط العاصمة، دون تسجيل أي مواجهات. يأتي ذلك في ما أعلن المتحدث باسم قائد القوات المسلحة، أهمية الحفاظ على سلامة وأمن المحتجين المدنيين، بعد دعوة جديدة للمرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني اليوم، مثنيا على دور شيوخ العشائر في مواكبة التطورات العراقية. حذّر الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل السيستاني، من استغلال اسم المرجع أو رفع صوره في الاحتجاجات الشعبية القائمة، مع ورود تقارير مختلفة عن رصد ميليشيات الحشد لتظاهرات تابعة لها بهدف تخريب الحراك الشعبي باسم المرجع السيستاني.
ونظمت الأحزاب والميليشيات الإيرانية تظاهرات قرب ساحة التحرير، ورفعت شعارات تؤكد ضرورة القضاء على المخربين والمندسين في الساحات، واعتدت على متظاهري التحرير بالسلاح الأبيض، وهو ما أسفر عن إصابة 17 متظاهراً بالطعن. وانطلقت الجمعة، مئات الحافلات من كربلاء ومحافظات أخرى ترفع شعارات وصوراً للمرجع السيستاني. ووسط قلق سياسي وشعبي من أن تتحول تلك التظاهرات إلى أعمال تخريب، مع محاولات اختراق ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات للتخريب وإلصاق التهمة بالمتظاهرين السلميين.
وأقر مجلس النواب قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بحضور نحو 220 نائبا، وحسب القانون الجديد، فإن مفوضية الانتخابات ستتكون من 9 قضاة، أحدهم من إقليم كردستان العراق. وقال رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، إن البرلمان سيصوت على قانون الانتخابات الأسبوع المقبل بعد الاتفاق عليه.
السيستاني يُطالب بحماية المتظاهرين
طالب المرجع الشيعي العراقي، آية الله علي السيستاني، قوات الأمن العراقية بحماية المتظاهرين، وفي خطبة صلاة الجمعة، التي ألقاها ممثل له، حذر السيستاني المتظاهرين العراقيين من المندسين. وقال المرجع الشيعي إن المتربصين بالعراق يستغلون التظاهرات، وأشارت مصادر أميركية، الجمعة، إلى عزم واشنطن فرض عقوبات على مسؤولين عراقيين، لافتة إلى أن الإعلان عنها سيتم خلال ساعات. وذهب السيساني في خطبته إلى أن “العنف والتخريب في الاحتجاجات سيؤدي الى انحسار التضامن معها”، وحول القصاص من قتلة المتظاهرين، طالب السيستاني القضاء “بمحاسبة كل من اقترف جرائم وأخطاء”.
وفي إشارة إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد استقالة عادل عبدالمهدي، دعا إلى اختيار رئيس حكومة عراقي من دون “تدخل خارجي”. ونفى المرجع الشيعي أي تدخل شخصي له في “مشاورات تشكيل الحكومة”، وأعرب عن أمله أن يتم اختيار رئيس الحكومة، “وفق المهلة الزمنية المحددة”، خشية تبعات الفراغ السياسي في البلاد.