مابريس – متابعة
بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الكاتبة ليلى السليماني بمناسبة فوزها بجائزة “غونكور” لسنة 2016، عن روايتها “شونصون دوس”.
وأعرب الملك، في هذه البرقية، عن أحر تهانئه للكاتبة ليلى السليماني على هذا التتويج الأدبي الكبير، تقديرا من هذه الأكاديمية العريقة لتميز هذا العمل الروائي المبدع.
وقال الملك “إن نيلك لهذا الاستحقاق بقدر ما يعد مشرفا لك وللمرأة المغربية، يجسد ما تحفل به جاليتنا المقيمة بالخارج من طاقات وكفاءات أبانت عن تفوقها وتألقها في العديد من المجالات، وإننا لواثقون من أن هذا التتويج سيكون خير حافز لك لمواصلة العطاء والإبداع .
ويذكر أن الروائية المغربية الشابة ليلى السليماني، المقيمة بفرنسا، قد فازت بجائزة “غونكور”، عن روايتها الثانية “أغنية هادئة”، لتحصد بذلك على مبلغ مادي رمزي (10 يورو) لكنها ستسفيد من عائدات هذا التتويج على مستوى الرواج الكبير لروايتها الجديدة الصادرة هذا العام عن دار النشر العريقة “غالميار”.
وكانت الكاتبة المغربية ليلى السليماني قد وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة غونكور، وهي أرقى وأعرق جائزة أدبية في فرنسا، وذلك عن عملها الروائي “أغنية هادئة” الصادرة هذا العام عن دار النشر العريقة غالميار.
واختار أعضاء أكاديمية غونكور تلك الرواية، وهي ثاني عمل سردي للكاتبة بعد “في حديقة الغول”، ضمن القائمة القصيرة التي تضم ثلاث روايات أخرى هي “الآخر الذي نعبد” للكاتبة الفرنسية كاترين كيسيه، و”متوحشون” للفرنسي لريجيس جوفري، و”بلد صغير” للفرنسي الرواندي غايل فاي.
وتخطت رواية “أغنية هادئة” مرحلتين في مسلسل اختيار الفائز بتلك الجائزة الرفيعة بدأت بقائمة تضم 16 رواية، وفي المرحلة الموالية تم الإبقاء على ثمانية أعمال قبل الإعلان عن القائمة القصيرة التي تضم أربع روايات فقط.
تعد الروائية ليلى السليماني، المولودة عام 1981 بمدينة “الرباط” من أم طبيبة ذات أصول مختلطة (الجزائر وفرنسا) وأب مغربي ينحدر من مدينة فاس، أحدث روائية موهوبة لحقت بقطار الكتاب المغاربة الذين يكتبون بعيدًا عن اللغة العربية، ويعبرون عن أوجاع أوطانهم بلغة موليير، لتلتحق بالكاتب الكبير “الطاهر بن جلون”، أول كاتب عربي يفوز بجائزة “غونكور” عن روايته “ليلة القدر” عام 1987، والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، الذي فاز بجائزة “غونكور” في فئة الشعر عام 2009، عن مجمل أعماله الشعرية، والشاعر فؤاد العروي، في فئة القصة القصيرة عام 2013، عن مجموعته القصصية “القضية الغريبة لسروال داسوكين”.
واستطاعت الكاتبة المغربية، وعبر روايتها الأولى “في حديقة الغول”، أن تجعل المشهد الروائي الفرنسي يلتفت إليها، وأن تكشف له وبجرأة كبيرة، ما يدور داخل عقلية المرأة العربية، بشأن أكثر التابوهات المحرمة في العالم العربي، وهو “إدمان الجنس” كفعل وممارسة في حد ذاته.
يذكر، أن رواية “في حديقة الغول”، حصدت جائزة “المامونية” المغربية، التي تمنح لأعمال أدبية مغربية مكتوبة باللغة الفرنسية، وهي المرة الأولى التي تنالها امرأة.
وحرصت لجنة التحكيم بالإجماع على تكريم ليلى سليماني، في أول عمل أدبي لها، “لجرأتها في التطرق إلى موضوع نادر، تم تناوله خصوصًا بقلم امرأة مسلمة أسلوبها مميز وملمة بالتحليل النفسي”.