انطلقت حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في ولاية فلوريدا الأميركية، من مقاطعة ميامي جنوبي الولاية، حيث ذهبت الجرعة الأولى إلى ذراع طبيب مركز الرعاية الحرجة أهارون ساريلي في مستشفى “ميموريال”.أهارون ساريلي الذي بدا سعيدا بوصول جرعة الأمل الأولى إلى الولاية، قال: “لي الشرف أن أكون أول من يتلقى اللقاح. لقد كانت الأقنعة والتباعد الاجتماعي السلاح الوحيد لدينا حتى هذا الوقت، لكن من الآن فصاعدا، لدينا فرصة لتغيير مسار هذا الفيروس باللقاح”.
وصول اللقاح أتى في الوقت الذي تدخل فيه الولايات المتحدة أحلك شهور الوباء حتى الآن، حيث تجاوز عدد الوفيات 300 ألف حالة.
أما في ولاية فلوريدا، التي تسجل ما يزيد عن 10 آلاف إصابة يوميا، فقد شهدت أكثر من 20 ألف حالة وفاة جراء الفيروس حتى الساعة.
وسبق تلقي الدكتور ساريلي الجرعة، اجتماعا لكبار المسؤولين في شبكة المستشفيات في جنوب الولاية، للحديث عن الإنجاز المتمثل بهذا اللقاح الضروري في هذه المرحلة الخطرة من عمر الفيروس، وكيفية توزيعه، في حين سلمت شاحنات “فيدكس” (Fedex) جرعات من لقاح شركتي فايزر وبيونتيك، الذي يأمل الكثيرون أن يوقف انتشار الوباء بحلول فصل الصيف من العام المقبل.
المديرة التنفيذية لقسم التمريض في مستشفيات “ميموريال”، ماغي هينسون، قالت: “يوجد اليوم بصيص أمل جديد بالنسبة لنا، وتحديدا للعاملين في الصفوف الأمامية من مقدمي الرعاية السريرية، الذين يكافحون الجائحة كل يوم”.
وأضافت: “لقد كان الأمر مرهقًا للغاية، مهنيا وشخصيا بالنسبة لهم، خلال الأشهر التسعة الماضية”.
حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، تحدث، الاثنين، في مستشفى “تامبا” العام، معتبرا أن اللقاح “إنجاز تاريخي وقد يكون قادرا على تغيير قواعد اللعبة، لذا يجب أن نكون متفائلين بما يمكن أن يحدث بعد اللقاح”.
استطلاع جديد حول اللقاح
كشف استطلاع جديد أجرته شركة “إبسوس” بالشراكة مع “إيه بي سي نيوز”، أن 8 من كل 10 أميركيين قالوا إنهم سيتلقون اللقاح، و40 بالمئة منهم أكدوا أنهم سيأخذونه بمجرد توفره لهم.
وقال 44 بالمئة منهم، إنهم “سينتظرون قليلا” قبل تلقيه. فيما أكد 15 بالمئة منهم إنهم سيرفضون اللقاح تماما.
نسبة الأميركيين الراغبين في أخذ اللقاح تنخفض بشكل حاد وفقًا للخطوط الديموغرافية، لا سيما حسب الفئة العمرية ومستوى التعليم.
7 بالمئة فقط من الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما يرفضون تلقي اللقاح، فيما ترتفع النسبة إلى 20 بالمئة بين الشباب من عمر 18 إلى 29 عاما.
وبين أولئك الذين أصيبوا بالوباء، فإن 45 بالمئة قالوا إنهم على استعداد لتلقي اللقاح “الآن”، أما بين الأميركيين الذين لم يصابوا بالفيروس من قبل أو لا يعرفون شخصا مصابا، فإن 30 بالمئة منهم قالوا إنهم على استعداد لتلقيه.
وبدا أن الأميركيين الحاصلين على مستويات تعليمية عالية، هم الأكثر استعدادا للقاح، من أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي أقل.
9 من كل 10 أميركيين حاصلين على درجة البكالوريوس على الأقل يرغبون في الحصول على لقاح، بينما يقول 80 بالمئة من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو أقل الشيء نفسه.
وبدا أن الأحزاب تلعب دورا مهما في التأثير على نظرة الأميركيين للقاح، إذ أن 26 بالمئة من المنتمين للحزب الجمهوري يرفضون تلقي لقاح الفيروس تماما، فيما رفضه فقط 6 بالمئة من الديمقراطيين، و14 بالمئة من المستقلين.
وكالات..